الغَرور بالفتح هو الشيطان، وهذا اختيار كبير المفسرين ابن جرير - رحمه الله -، وهو الذي عليه عامة أهل العلم، وأما الغُرور بالضم فهو مصدر غر يغر غروراً وهو كل ما صرف الإنسان واستهواه وزين له أمراً يستهويه به فصده عما هو بصدده من اتباع الحق ونحو ذلك يقال له غرور، اغتر بشيء لا حقيقة له، أما قوله: إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فالذي عليه عامة السلف فمن بعدهم أن المقصود بذلك ما ذكره الحافظ ابن كثير - رحمه الله - هنا وهو المعاد، وإن ذكروا عبارات وتفاصيل أخرى غير ما ذكر، يعني كقول بعضهم مثلاً: البعث والنشور والجنة والنار والحساب وما إلى ذلك، كله مضمن في قوله: المعاد كائن لا محالة إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ المعاد وما فيه وما يتبعه ذلك حاصل لا محالة، كل ذلك حاصل لا محالة، ثم قال: فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فهي مزرعة للآخرة، ومعبر وليست دار إقامة، وإنما هي دار فناء فلا تغتروا بها، إنما يُتبلغ بها إلى الآخرة من أجل تحصيل المنازل فيها لا أن تكون محل اشتغال، يعني عن الآخرة.