الإثنين 20 / ربيع الآخر / 1447 - 13 / أكتوبر 2025
وَءَايَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ ۝ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ۝ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ۝ لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [سورة يس:37-40].

يقول تعالى: ومن الدلالة لهم على قدرته - تعالى - العظيمة خلْقُ الليل والنهار، هذا بظلامه، وهذا بضيائه، وجعْلُهما يتعاقبان، يجيء هذا فيذهب هذا، ويذهب هذا فيجيء هذا، كما قال: يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا [سورة الأعراف:54]؛ ولهذا قال هاهنا: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ أي: نصرمه منه فيذهب، فيقبل الليل؛ ولهذا قال: فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ كما جاء في الحديث: إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس؛ فقد أفطر الصائم[1] هذا هو الظاهر من الآية".

فقوله - تبارك وتعالى -: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ قد مضى الكلام على نحو هذه الآيات، وهذه الآية في مواضع من كتاب الله - تبارك وتعالى - قوله: نَسْلَخُ مِنْهُ، "من" هنا بمعنى "عن" مضمنة معنى عن، يعني نسلخ عنه النهار وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ هذا الذي قاله أهل العلم من المفسرين، وأصحاب معاني القرآن، واختيار كبير المفسرين أبو جعفر بن جرير - رحمه الله -، وأهل العلم يقولون: إن الأصل في هذا الكون هو الظلام فالشمس بضوئها تجلو هذا الظلام فيكون النهار وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ، فيرجع إلى أصله، فالذي لا تظهر عليه الشمس يكون مظلماً، وهذا شيء مشاهد.

  1. رواه البخاري، كتاب الصوم، باب متى يحل فطر الصائم، برقم (1954)، ومسلم، كتاب الصيام، باب بيان وقت انقضاء الصوم وخروج النهار، برقم (1101).