قوله - تبارك وتعالى -: اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ هنا ما ذكر المعنى، وكثير من المفسرين يفسرون ذلك في مواضع من كتاب الله - تبارك وتعالى - بمعنى الدخول، وهذه اللفظة "صلَى" تأتي بمعنى الدخول، وبمعنى الاحتراق - مقاساة حر النار -، ولهذا تقول: هذه شاة مصلية يعني على النار، ومن قاس حرها، واحترق بها؛ فإن ذلك يقتضي أنه دخلها، قال الله - تعالى -: لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى [سورة الليل:15] يعني لا يقاسي حرها إلا الأشقى، وهذا يقتضي أن يكون قد دخلها، فتارة يفسرونه بلازمه وهو الدخول، وتارة يفسرونه بمعناه المطابق أو ما يقرب من المطابق، ولهذا تجد بعض الحذاق من المفسرين يعبرون بعبارات دقيقة مثل هذه المقامات، تجد مثل ابن جرير يقول: اصْلَوْهَا يعني احترقِوا فيها، وادخلوها، فيجمع بين المعنيين، احترقِوا بها اليوم، ورِدوها، الورود في كلامه هنا بمعنى الدخول، فبين المعنيين ملازمة.