السبت 02 / محرّم / 1447 - 28 / يونيو 2025
أَوَلَيْسَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم ۚ بَلَىٰ وَهُوَ ٱلْخَلَّٰقُ ٱلْعَلِيمُ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ ۝ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ۝ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [سورة يس:81-83]".

هذا هو الدليل الثالث وهو خلق السماوات والأرض لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ [سورة غافر:57]، فالذي خلق هذه الأجرام العظام قادر على إعادة هؤلاء من جديد، فذلك سهل يسير.

"يقول تعالى منبهًا على قدرته العظيمة في خلق السماوات السبع، بما فيها من الكواكب السيارة، والثوابت، والأرضين السبع، وما فيها من جبال، ورمال، وبحار وقفار، وما بين ذلك، ومرشدًا إلى الاستدلال على إعادة الأجساد بخلق هذه الأشياء العظيمة كقوله تعالى: لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ [سورة غافر:57]، وقال هاهنا: أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ أي: مثل البشر، فيعيدهم كما بدأهم قاله ابن جرير.

وهذه الآية كقوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [سورة الأحقاف:33]، وقال: بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ أي: إنما يأمر بالشيء أمرًا واحدًا، لا يحتاج إلى تكرار أو تأكيد:

إذَا مَا أَرَادَ اللهُ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ "كُنْ" قَوْلَة فَيَكُونُ

وروى الإمام أحمد عن أبي ذَر أن رسول الله ﷺ قال: إن الله يقول: يا عبادي! كلكم مذنب إلا من عافيت، فاستغفروني أغفر لكم، وكلكم فقير إلا من أغنيت، إني جواد، ماجد، واجد، أفعل ما أشاء، عطائي كلام، وعذابي كلام، إذا أردت شيئًا فإنما أقول له كن فيكون[1]".

هذا الحديث بعض الجمل فيه لها ما يشهد من الأحاديث الصحيحة، لكنه بهذا السياق فيه كلام معروف، ضعفه بعض أهل العلم، وصححه آخرون، وممن صححه الشيخ شعيب الأرنؤوط، وممن ضعفه الشيخ ناصر الدين الألباني - رحم الله الجميع -.

  1. رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، برقم (2577)، وأحمد في المسند، برقم (21367)، وقال محققوه: "حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ليث بن أبي سليم وشهر بن حوشب ضعيفان".