"ثم قال تعالى مُنزهاً للملائكة مما نَسَبوا إليهم من الكفر بهم، والكذب عليهم؛ أنهم بنات الله: وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ أي: له موضع مخصوص في السماوات، ومقامات العبادة؛ لا يتجاوزه، ولا يتعداه.
وقال الضحاك في تفسيره: وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ قال: كان مسروق يَرْوي عن عائشة - ا - أنها قالت: قال رسول الله ﷺ: ما من السماء الدنيا موضع إلا عليه ملك ساجد، أو قائم[1]، فذلك قوله: وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ".
يعني المعنى الأول: مَقَامٌ مَعْلُومٌ يعني أن جبريل قاله للنبي ﷺ حينما توقف ليلة المعراج، عنده حد لم يتجاوزه.
والمعني الثاني: له مقام معلوم في العبادة يقومه، فما من موضع إلا فيه ملك قائم، أو ساجد، فلهم مواضع يتعبدون الله - تبارك وتعالى - بها في السماء.
- رواه الطبراني في المعجم الكبير، عن جابر بن عبد الله، برقم (1751)، والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن عمرو بن العاص، برقم (3706)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم (1059)، ولم أجده من حديث عائشة - ا -.