فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ قال بعضهم في الحين: انتظر إلي وقت مؤجل، وبعضهم يقول: إلى مدة الكف عن القتال، وبعضهم يقول: حتى نأمرك بالقتال، فهذه من آيات الصفح، والإعراض إلى آخره التي كانت في مرحلة الضعف، حتى نأمرك بالقتال، وبعضهم يقول: هذه الآية منسوخة بآية السيف، كل آية فيها إعراض وصفح وكف ونحو ذلك هي منسوخة، والواقع أنها لم تنسخ، نقول: نسخت مائة وأربع وعشرون آية، والواقع أنها ليست منسوخة إنما لأحوال القوة، والظهور، ففي حال الظهور أحكام وأحوال القوة، والظهور، ولأحوال الضعف أحكام أخرى، وبعضهم يقول: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ يعني إلى حين الموت كما يقول قتادة، وبعضهم يقول: إلى بدر وما يقع بهم من الهزيمة، والقتل، والأسر، وبعضهم يقول: فتح مكة، وأحسن من هذا ما قاله ابن جرير - رحمه الله -: "تولّ عنهم حتى حين يعني إلى وقت مجيء عذابنا، ونزوله بهم".