الجمعة 15 / محرّم / 1447 - 11 / يوليو 2025
فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنذَرِينَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"قال الله - تعالى -: فَإِذَا نزلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ أي: فإذا نزل العذاب بمحلّتهم فبئس ذلك اليوم يومهم بإهلاكهم، ودمارهم".

ذُكِرَ الصباح فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ بعضهم يقول: لأن العذاب ينزل بهم في الصباح، أن دابر هؤلاء مقطوع في الصباح وَقَضَيْنَا إليْهِ ذَلكَ الأمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ [سورة الحجر:66]، وهكذا في أصحاب الجنة إذ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ [سورة القلم:17]، وهكذا قول النبي ﷺ: إنا إذا نزلنا بساحة قوم فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ[1] في قصة خيبر لما دخل خيبر - عليه الصلاة والسلام -.

"قال السدي: فَإِذَا نزلَ بِسَاحَتِهِمْ يعني: بدارهم، فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ أي: فبئس ما يصبحون، أي: بئس الصباح صباحهم؛ ولهذا ثبت في الصحيحين من حديث عن أنس قال: صَبَّح رسول الله ﷺ خيبر، فلما خرجوا بفئوسهم، ومساحيهم، ورأوا الجيش؛ رجعوا وهم يقولون: محمد والله، محمد والخميس، فقال النبي ﷺ: الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين[2] ورواه البخاري".

الخميس يعني الجيش.

يعني هم خرجوا على عاداتهم، خرج الفلاحون بمساحيهم، ومعاولهم، فرأوا النبي ﷺ والجيش فرجعوا وهم يقولون: محمد والخميس.

  1. رواه البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، برقم (3962)، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة خيبر، برقم (1365).
  2. هو الحديث المتقدم.