"وقوله تعالى: وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ [سورة الصافات:48] أي: "عفيفات لا ينظرن إلى غير أزواجهن"، كذا قال ابن عباس، ومجاهد، وزيد بن أسلم، وقتادة، والسدي، وغيرهم.
وقوله: عِينٌ أي: حسان الأعين، وقيل: ضخام الأعين، وهو يرجع إلى الأول، وهي النجلاء العيناء، فوصف عيونهن بالحسن، والعفة، ولهذا قال: وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ.
وقوله: كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ وصفهن بترافة الأبدان بأحسن الألوان، قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس - ا -: كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ يقول: "اللؤلؤ المكنون"، وقال الحسن: "كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ يعني: محصون لم تمسه الأيدي"، وقال السدي: "البيض في عشه مكنون"، وقال سعيد بن جبير: "كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ يعني: بطن البيض"، وقال عطاء الخرساني: "هو السحاء الذي يكون بين قشرته العليا ولباب البيضة"، وقال السدي: كأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ يقول: "بياض البيض حين ينزع قشره"، واختاره ابن جرير لقوله: مَكْنُونٌ، قال: "والقشرة العليا يمسها جناح الطير، والعش، وتنالها الأيدي؛ بخلاف داخلها" - والله أعلم -.
فقوله - تبارك وتعالى -: وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ قال: أي عفيفات لا ينظرن إلى غير أزواجهن، وقوله: عِينٌ أي: حسان الأعين، وقيل: ضخام الأعين، وهو يرجع إلى الأول، يعني أن الأعين إذا كانت واسعة فإن ذلك يكون من قبيل الحسن، والجمال فيها، ومن ثَمّ مَن قال: ضخام الأعين فإن هذا يرجع إلى قول من قال: حسان الأعين؛ لأن ذلك يكون زينة في العين، قال: وهي النجلاء العيناء يعني واسعة العين، وهذا الذي اختاره ابن جرير - رحمه الله - عِينٌ يعني واسعات الأعين جمع عيناء، قال: فوصف عيونهن بالحسن، والعفة، الحسن من قوله: عِينٌ والعفة من قوله: قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ يعني لا ينظرن إلى غير أزواجهن، وقوله: كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ قال هنا: وصفهن بترافة الأبدان بأحسن الألوان، وجاء عن الحسن البصري أن تفسيره بشديدات بياض العين مع شدة السواد إنما يعرف بمعنى الحَوَر، فالحَوَر فسر بشدة البياض في العين مع شدة السواد، وهنا في قوله: كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ نقل عن ابن عباس - ا - كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ يقول: "اللؤلؤ المكنون" كما قال الله : وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ [سورة الواقعة:22-23]، فحاصل قوله: كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ أن اللؤلؤ مكنون في أصدافه فهو في غاية الصفاء، لم تمسه الأيدي، والمعنى الآخر كالبيض في بياضه بلونه الذي يميل إلى شيء من الصفرة، يقولون: وهذا أحسن الألوان بالنسبة للنساء، البياض الذي يضرب إلى الصفرة، وهؤلاء يرِد عليهم إشكال وهو أن هذا البيض ليس بمكنون باعتبار أن الطائر يمسه، فكيف قال عنه: إنه مكنون؟ والذين قالوا إنه المراد قالوا: فإن الطائر يكنه يغطيه، ولا يمسه شيء، وبعضهم خصه ببيض النعام، فقالوا: فإنه مكنون بريشه، وهذا قول من قال: إنه البياض الذي يضرب إلى الصفرة فذلك بيض النعام وليس كل بيض، ومن نظر إلى هذا الإشكال الذي يرد على هذا التفسير، وأراد حمل اللفظ على ظاهره باعتبار أن البيض هو البيض، فإذا أطلق تبادر الذهن إلى هذا المعنى المعروف، فمن نظر إلى هذا الإشكال قال: كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ يعني ما تحت القشرة، فما تحت القشرة من بياض البيض مغطى أيضاً بهذا السحاء الذي هو قشرة رقيقة فهذا لم تمسه الأيدي، كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ فهو في حال من حسن المنظر، واللين، وما مسته الأيدي، ما مسه شيء بخلاف ظاهر البيض، قال: كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ فهذا حاصل الأقوال في هذه الآية، وهذه الأقوال الثلاثة ترجع إليها سائر الأقوال وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ويحتج من يقول بأن المقصود بـ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ اللؤلؤ في استدارته بأنه كالبيض بهذا الاعتبار، وهذا كله تقوله العرب حتى اللؤلؤ يقولون له: بيض بكلامهم، فمن فسره باللؤلؤ لم يكن ذلك التفسير خارجاً عن كلام العرب، ومعهودهم، وهذا مهم، ومما جاء في هذا المعنى قول بعضهم:
وهي بيضاءُ مثلُ لؤلؤةِ الغَوّا | صِِ مُيزت مِن جوهرٍ مكنونِ |
بيضاء، فهنا قال: مُيزت من جوهر مكنون، والذين يقولون: إن ذلك هو البيض، ويخصون ذلك ببيض النعام؛ يعني البيض بظاهره يكون ضارباً إلى الصفرة، وإن هذا أجمل الألوان في ألوان النساء - والله أعلم -، فالأجمل هو البياض الذي يضرب إلى الحمرة وليس إلى الصفرة، ويبدو أن الناس يتفاوتون بمعايير الجمال كما لا يخفى، وهؤلاء يقولون: مكنون أن النعامة تكنه بريشها تغطيه من الريح، والغبار، فلونه أبيض في صفرة، ويقولون: إن العرب إذا أرادت أن تصف الشيء بالحسن، والنظافة قالوا: كأنه بيض النعام، ومعروف أن ريش النعام في غاية الرقة، ويستعمل في التنظيف، فيقولون: بيض النعام المغطى بالريش، فيضربون به المثل، فخاطبهم القرآن بما يعهدون، بمعهود خطابهم ،وكانوا يستعملون هذا في أشعارهم كما يقول امرؤ القيس:
وبيضةِ خدرٍ لا يُرام خِباؤُها | تمتعتُ من لهوٍ بها غيرَ مُعجَلِ |
يعني لا يصل إليها أحد، ولا يتطلع إليها أحد، والشاعر ماجن يقول: إنه وصل إليها، وتمتع بها من غير خوف، ولا يحاذر أحداً، ولم يكن ذلك على وجه الاستعجال، والحاصل أنه شبهها بالبيض في صفائها، ورقتها، وهكذا إذا نظرت إلى الأقوال التي ذكرها الحافظ ابن كثير، وبعضهم يجعل تشبيهها بالبيض باعتبار أنها لم تكسر كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ مكنون مصون من الكسر يعني أنهن عذارى، وابن جرير - رحمه الله - يفسرها بالبيض المعروف لكن باعتبار ما تحت القشرة وهو لم تمسه الأيدي قبل ذلك - والله تعالى أعلم -، وهذه الأقوال التي ترجع إليها الأقوال في الآية، فهنا قال: بياض البيض حين ينزع قشره قال: واختاره ابن جرير، فعبارة ابن جرير أدق من هذا، ويقول عطاء الخرساني: إنه الغشاء الذي يكون بين القشرة العليا ولباب البيضة كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ مغطى بهذه القشرة فلم تمسه الأيدي، وصار عندنا بيض مكنون، بيض النعام يغطي، ولا يمسه، ولا يصيبه شيء لا غبار ولا غيره، أو أن ذلك المراد به من حيث إنه لم يكسر البيض، أو داخل البيض، أو أن المراد بذلك اللؤلؤ - والله تعالى أعلم -، والشنقيطي - رحمه الله - في قوله: قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ له كلام جيد في هذا المعنى، ويُحتاج إليه في هذه الأيام التي لربما تتطلع كثير من النساء إلى الخروج من منزلها، ومن خدرها؛ تبحث عن عمل تكون فيه أجيرة، ولربما رأت أن من العيب أن تبقى - كما يعبر بعضهن - بحال من البطالة، تعتبر بقاءها في بيتها، وتربية النشء، والقيام بوظائفها الأساسية؛ أن ذلك بطالة، فتذهب بأي أجر المهم أن تخرج، وترى ذلك من الأمور التي تتزين بها أمام الآخرين، فهي تستحي إذا حضرت مجلساً، وتحدثت كل واحدة عن نفسها مُعرِّفة بها أن تقول: إنها ربة منزل، فهذه مشكلة كبيرة حينما تتغير مفاهيم الناس، فهذا كلام يصلح لمثل هؤلاء، ويحتاج النساء أن يطلعن عليه، ويعرفن الأوصاف الكاملة.
قال العلامة الشنقيطي - رحمه الله -: "قوله تعالى: وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ [سورة الصافات:48-49].
ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة ثلاث صفات من صفات نساء أهل الجنة:
الأولى: أنهن قاصرات الطرف وهو العَين، أي: عيونهن قاصرات على أزواجهن، لا ينظرن إلى غيرهم لشدة اقتناعهن، واكتفائهن بهم.
الثانية: أنهن عِين، والعِين جمع عيناء، وهي واسعة دار العين، وهي النجلاء.
الثالثة: أن ألوانهن بيض بياضاً مشرباً بصفرة؛ لأن ذلك هو لون بيض النعام الذي شبههن به، ومنه قول امرئ القيس في نحو ذلك:
كبكرِ المُقاناةِ البياض بصفرةٍ | غذاها نميرُ الماءِ غيرُ المُحلَّلِ |
لأن معنى قوله: كبكر المقانات البياض بصفرة: أن لون المرأة المذكورة كلون البيضة البكر المخالط بياضها بصفرة، وهذه الصفات الثلاث المذكورة هنا جاءت موضحة في غير هذا الموضع مع غيرها من صفاتهن الجميلة، فبيّن كونهن قاصرات الطرف على أزواجهن بقوله تعالى في "ص": وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ [سورة ص:52]، وكون المرأة قاصرة الطرف من صفاتها الجميلة، وذلك معروف في كلام العرب، ومنه قول امرئ القيس:
مِن القاصراتِ الطرفِ لو دب مُحْوِلٌ | من الذرِّ فوق الإتب منها لأثّرا[1] |
كما في قول الآخر أيضاً:
لو دَبّ ذَرٌّ فوق ضاحي جلدِها | لأبان من آثارهن حُدورُ |
يعني من شدة الرقة لو دب ذر فوق ضاحي جلدها - يعني الضاحي الظاهر للشمس - لأبان من دبيبهن حدور يعني يظهر آثار خطوط أثر مشي الذر على جلدها لرقته.
قال الشنقيطي - رحمه الله -: "وَذَكَرَ كَوْنَهُنَّ عِينًا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِيهِنَّ: وَحُورٌ عِينٌ [سورة الواقعة:22]، وَذكَرَ صَفَا أَلْوَانِهِنَّ، وَبَيَاضَهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ [سورة الواقعة:23]، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ [سورة الرحمن:58]، وَصِفَاتُهُنَّ كَثِيرَةٌ مَعْرُوفَةٌ فِي الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ.
وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ أَثْنَى عَلَيْهِنَّ بِنَوْعَيْنِ مِنْ أَنْوَاعِ الْقَصْرِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ، وَالطَّرْفُ الْعَيْنُ، وَهُوَ لَا يُجْمَعُ، وَلَا يُثَنَّى؛ لِأَنَّ أَصْلَهُ مَصْدَرٌ، وَلَمْ يَأْتِ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا مُفْرَدًا؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ [سورة إبراهيم:43]، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ [سورة الشورى:45]، وَمَعْنَى كَوْنِهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ هُوَ مَا قَدَّمْنَا مِنْ أَنَّهُنَّ لَا يَنْظُرْنَ إِلَى غَيْرِ أَزْوَاجِهِنَّ بِخِلَافِ نِسَاءِ الدُّنْيَا.
وَالثَّانِي مِنْ نَوْعَيِ الْقَصْرِ: كَوْنُهُنَّ مَقْصُورَاتٌ فِي خِيَامِهِنَّ، لَا يَخْرُجْنَ مِنْهَا كَمَا قَالَ - تَعَالَى - لِأَزْوَاجِ نَبِيِّهِ ﷺ: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [سورة الأحزاب:33]، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ [سورة الرحمن:72]، وَكَوْنُ الْمَرْأَةِ مَقْصُورَةٌ فِي بَيْتِهَا لَا تَخْرُجُ مِنْهُ مِنْ صِفَاتِهَا الْجَمِيلَةِ، وَذَلِكَ مَعْرُوفٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
مَنْ كَانَ حَرْبًا لِلنِّسَاءِ | فَإِنَّنِي سِلْمٌ لَهُنَّهْ |
فَإِذَا عَثَرْنَ دَعَوْنَنِي | وَإِذَا عَثَرْتُ دَعُوتُهُنَّهْ |
وَإِذَا بَرَزْنَ لِمَحْفِلٍ | فَقِصَارُهُنَّ مِلَاحُهُنَّهْ[2] |
فإذا اجتمعن في محفل فقصارهن ملاحهن، والملاح هن القصار، ليست قصيرة القامة وإنما اللاتي لا يخرجن من بيوتهن، هذه الملاحة الحقيقية وليست الأجيرة، يهجو الأخطل النصراني وكان مما قال:
والتّغلبيّون بئس الفحلُ فحلُهم | فحلاً وأمّهم زَلّاء مِنطيقُ |
يعني أن كونها تضطر لفقرهم أن تخرج فتعمل، ويصيبها شيء من الهزال، فتكون زلاء يعني أنها ليس على أوراكها شيء، وإنما تستحسن العرب أن تكون المرأة ضخمة العجيزة، فإذا كانت المرأة زلاء يعني ليست أوراكها كذلك فإنها تربط خرقاً تُكبر عجيزتها بها فتبدو جميلة، فهذا يهجوهم:
والتّغلبيّون بئس الفحلُ فحلُهم | فحلاً وأمّهم زَلاء مِنطيقُ |
تربط النطاق لتضع الخرق على عجيزتها لتغطي هذا القبح.
وقال الشنقيطي - رحمه الله -: "فَقَوْلُهُ: قِصَارُهُنَّ، يَعْنِي: الْمَقْصُورَاتِ مِنْهُنَّ فِي بُيُوتِهِنَّ اللَّاتِي لَا يَخْرُجْنَ إِلَّا نَادِرًا، كَمَا أَوْضَحَ ذَلِكَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ فِي قَوْلِهِ:
وَأَنْتِ الَّتِي حَبَّبْتِ كُلَّ قَصِيرَةٍ | إِلَيَّ وَمَا تَدْرِي بِذَاكَ الْقَصَائِرُ |
عَنَيْتُ قَصِيرَاتِ الْحِجَالِ وَلَمْ أُرِدْ | قِصَارَ الْخُطَا شَرُّ النِّسَاءِ الْبَحَاتِرُ |
وَالْحِجَالُ: جَمْعُ حَجْلَةٍ، وَهِيَ الْبَيْتُ الَّذِي يُزَيَّنُ لِلْعَرُوسِ، فَمَعْنَى قَصِيرَاتِ الْحِجَالِ: الْمَقْصُورَاتِ فِي حِجَالِهِنَّ، وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنْ رَجُلًا سَمِعَ آخَرَ قَالَ: لَقَدْ أَجَادَ الْأَعْشَى فِي قَوْلِهِ:
غَرَّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُهَا | تَمْشِي الْهُوَيْنَى كَمَا يَمْشِي الْوَجِى الْوَحِلُ |
كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جَارَتِهَا | مَرُّ السَّحَابَةِ لَا رَيْثٌ وَلَا عَجَلُ |
لَيْسَتْ كَمَنْ يَكْرَهُ الْجِيرَانُ طَلْعَتَهَا | وَلَا تَرَاهَا لِسِرِّ الْجَارِ تَخْتَتِلُ |
فَقَالَ لَهُ: قَاتَلَكَ اللَّهُ، تَسْتَحْسِنُ غَيْرَ الْحَسَنِ هَذِهِ الْمَوْصُوفَةُ خَرَّاجَةٌ وَلَّاجَةٌ، وَالْخَرَّاجَةُ الْوَلَّاجَةُ لَا خَيْرَ فِيهَا، وَلَا مَلَاحَةَ لَهَا، فَهَلَّا قَالَ كَمَا قَالَ أَبُو قَيْسِ بْنُ الْأَسْلَتِ:
وَتَكْسَلُ عَنْ جَارَاتِهَا فَيَزُرْنَهَا | وَتَعْتَلُّ مِنْ إِتْيَانِهِنَّ فَتُعْذَرُ[3] |
يعني لا تحب الخروج أبداً حتى إلى جاراتها يثقل عليها الخروج.
والنساء البحاتر يعني القصيرات.
- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (6 / 313).
- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (6/313-314).
- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، للشنقيطي (6/314).