الأربعاء 28 / ذو الحجة / 1446 - 25 / يونيو 2025
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ۝ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ۝ يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ۝ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ۝ قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ ۝ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ۝ قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ ۝ وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ۝ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ ۝ إِلا مَوْتَتَنَا الأولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ۝ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ۝ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ [سورة الصافات:50-61].

يخبر تعالى عن أهل الجنة أنه أقبل بعضهم على بعض يتساءلون أي: عن أحوالهم، وكيف كانوا في الدنيا، وماذا كانوا يعانون فيها؟ وذلك من حديثهم على شرابهم، واجتماعهم في تنادمهم، وعشرتهم في مجالسهم، وهم جلوس على السرر، والخدم بين أيديهم يسعون، ويجيئون بكل خير عظيم من مآكل، ومشارب، وملابس، وغير ذلك مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ قال مجاهد: "يعني شيطاناً"، وقال العوفي عن ابن عباس: "هو الرجل المشرك يكون له صاحب من أهل الإيمان في الدنيا"".

يعني من البشر قرين صاحب، وبعضهم يقول: هذا القرين شيطان، والأقرب - والله تعالى أعلم - والذي عليه عامة المفسرين أن المقصود به قرين من الإنس.