الأحد 25 / ذو الحجة / 1446 - 22 / يونيو 2025
ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقوله: فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ذكر تعالى أنهم يأكلون من هذه الشجرة التي لا أبشع منها، ولا أقبح من منظرها، مع ما هي عليه من سوء الطعم، والريح، والطبع، فإنهم ليضطرون إلى الأكل منها لأنهم لا يجدون إلا إياها، وما في معناها كما قال تعالى: لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ۝ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ [الغاشية:6-7].

وقوله تعالى: ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ قال ابن عباس: "يعني شُرب الحميم على الزقوم"، وقال في رواية عنه: شَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ "مزجاً من حميم".

وقال غيره: يعني يمزج لهم الحميم بصديد، وغسّاق، مما يسيل من فروجهم، وعيونهم.

وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: "إذا جاع أهل النار استغاثوا بشجرة الزقوم، فأكلوا منها، فاختلست جلود وجوههم، فلو أن ماراً يمر بهم يعرفهم لعرف وجوههم فيها، ثم يُصب عليهم العطش فيستغيثون فيغاثون بماء كالمهل - وهو الذي قد انتهى حره -، فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حره لحوم وجوههم التي قد سقطت عنها الجلود، ويصهر ما في بطونهم، فيمشون تسيل أمعاؤهم، وتتساقط جلودهم، ثم يضربون بمقامع من حديد، فيسقط كل عضو على حياله، يدعون بالثبور.