الأحد 25 / ذو الحجة / 1446 - 22 / يونيو 2025
ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى ٱلْجَحِيمِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقوله: ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإلَى الْجَحِيمِ أي: ثم إن مردهم بعد هذا الفصل لإلى نار تتأجج، وجحيم تتوقد، وسعير تتوهج، فتارة في هذا، وتارة في هذا كما قال تعالى: يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ [سورة الرحمن:44]، هكذا تلا قتادة هذه الآية عند هذه الآية، وهو تفسير حسن قوي.

وقال السدي في قراءة عبد الله: "ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم"، وكان عبد الله يقول: "والذي نفسي بيده لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يَقيل أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار، ثم قرأ: أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً [سورة الفرقان:24]".

في قوله - تبارك وتعالى -: ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإلَى الْجَحِيمِ جاء بثم التي تدل على التراخي، ومن معانيها الترتيب وذلك ليس بلازم، فهنا ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإلَى الْجَحِيمِ بهذا الاعتبار بعضهم يقول: يُوردون لشربه - وهو خارج عن النار -، ثم يرجعون إليها ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإلَى الْجَحِيمِ يوردون إلى هذا الحميم خارج النار، فيشربون منه، ثم يرجعون إلى النار، وبعضهم يقول: هذا قبل دخول النار إنما هو نزلهم، ثم بعد ذلك يصيرون إلى النار، فيكون لهم هذا الحميم، والأكل من هذه الشجرة - نزلاً - يقدم لهم قبل دخول النار - أعاذنا الله، وإياكم، ووالدينا، وإخواننا المسلمين منها -، وبعضهم يقول: ثُمَّ هذه بمعنى الواو فهي لا تدل على هذا الموضع، لا تدل على ما قد يفهم من ترتيب ذلك، أو حتى التراخي، وإنما هي بمعنى الواو، وهذا يقول به أبو عبيدة يعني هو يذكر أوصافاً، وأموراً تقع لهم، ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ كأنه يقول: وإن مرجعهم لإلى الجحيم، وعلى هذا ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإلَى الْجَحِيمِ يكون بمعنى أنهم يحصل لهم هذا وهذا وهذا في النار - والله تعالى أعلم -، لكن في قوله - تبارك وتعالى -: يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ والآيات التي ورد فيها ذكر الحميم كل ذلك إنما يكون في النار، لكن الذي حمل هؤلاء على القول بأنه خارج هنا في هذا المقام قوله - تبارك وتعالى -: ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإلَى الْجَحِيمِ.