الجحيم: كل نار بعضها فوق بعض يقال لها: جحيم، والجمر المتراكم بعضه فوق بعض يقال له: جحيم، فلذا قال أصحاب اللغة، والمفسرون كابن جرير وغيره: نار متراكمة.
وهنا عبرة وآية عظيمة؛ يعني هؤلاء الناس لما ألقوه في هذه النار العظيمة، وإذا نظرتم ما يذكر فيها - هي من قبيل الروايات الإسرائيلية - لكن لا شك أنها نار عظيمة: قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ والتعبير بالجحيم يدل على هذا، مع ذلك لما وجدوه من غير بأس، وما مسته النار؛ هل تحولوا إلى الإيمان؟ هل آمن هؤلاء وبقي إبراهيم ﷺ فيهم؟ أبداً ما تغير في الأمر شيء قال: إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي [سورة العنكبوت:26] خرج، وتركهم، فإذا طُمس على القلوب فمهما رأوا من الآيات فإن ذلك لا يؤثر فيهم - نسأل الله العافية -، فأي آية أعظم من هذا شاهدوها، عرفوها، عرفوا حقيقة ما جاء به - عليه الصلاة والسلام -؟ ومع ذلك بقوا على لسانهم، ورجزهم، وضلالهم - والله المستعان -.