الأربعاء 25 / صفر / 1447 - 20 / أغسطس 2025
بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ صٓ ۚ وَٱلْقُرْءَانِ ذِى ٱلذِّكْرِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"بسم الله الرحمن الرحيم

ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ۝ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ۝ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ [سورة ص:1-3].

أما الكلام على الحروف المقطعة فقد تقدم في أول سورة "البقرة" بما أغنى عن إعادته هاهنا".

فمضى في سورة البقرة وفي غيرها أن هذه الحروف على الأرجح لا معنى لها في نفسها، وتأتي الإشارة بعدها غالباً إلى القرآن، الأمر الذي يشعر أن ذلك يشير إلى الإعجاز، أن هذا القرآن مكون من هذه الحروف، وأنتم عاجزون عن الإتيان بمثله، ونحن نقول لكل معترض على القرآن، مشكك فيه، مستهزئ: بيننا وبينك هذا التحدي، أن تأتي بسورة من مثله ولو بأقصر السور، فإن عجز فهو مكابر أفاك، وللأسف تجد اليوم من يلبس على الناس، ويشكك في هذا القرآن، ويُدخل من الاعتراضات، والشبهات، والأباطيل، والأكاذيب؛ ما هو ظاهر لكل من أعطاه الله بصراً في الدين، ولكن قد يخفى ذلك على بعض من لا يعرف من العلم شيئاً، ولا بصر له، ولا بصيرة، فيفتن بذلك من شاء الله فتنته، ومثل هذا لو أن هؤلاء رجعوا إلى هذا الأصل إن لم يكونوا يعرفون الجواب، فقالوا لمثل هؤلاء الأفاكين اليوم الذين قد وضعوا لأنفسهم مواقع في الشبكة يصطادون فيها بعض الأغرار، فأجابوهم بهذا الجواب: بيننا وبينكم هذا التحدي، فأتوا بمثله، وما كان يُظن أن أحداً يُخدع بمثل هؤلاء، أو يغتر بهم، فإلى الله المشتكى - والله المستعان -.

قبل يومين لقيت بعض الشباب الصغار في أولى ثانوي، ذكروا لي أن عندهم بعض الشبهات، فظننت أن الأمر قد يقتضي بالكثير نصف ساعة، وإذا معهم أوراق كثيرة، فجلست معهم من بعد صلاة العصر إلى إقامة صلاة العشاء، جلسة واحدة لا نخرج إلا للإقامة، ونظرت في هذه الشبهات التي يذكرونها وقد زلزلت إيمانهم، وأوشك بعضهم أن يُلحد، وإذا هي شبهات لا قيمة لها إطلاقاً، ويمكن أن يجاب عنها بإجابات علمية مفصلة من وجوه كثيرة، يكفي واحد منها لاقتلاع هذه الشبهة من جذورها، وأساسها، ولكن هؤلاء شباب صغار ينظرون، ويتتبعون هذه المواقع المتعفنة، ثم بعد ذلك تعلق هذه الشبهات في قلوبهم، ولا يستطيعون الخروج منها، يشككهم في أصل القرآن، وفيمن تكلم بالقرآن، وفيمن جاء بالقرآن - عليه الصلاة والسلام -، وبالله، وبالوحي، وبالرسالة، وبالرسول، والكتاب المنزل، ثم للأسف تجد هذه الشبهات من يصغي إليها، ويفتن بها، فالحاصل كنت أذكر لهم الجواب المفصل، والجواب المجمل، وبعد الإجابة على ما عندهم أسألهم أقول لهم: ترون أن هذه تستحق الوقوف عندها؟ يقولون: لا، إذاً ما الذي تحتاجون إليه؟ قالوا: نحتاج إلى العلم، وهكذا بعد كل شبهة، فلما انتهينا، قلت لهم: حينما أتيتم كيف كنتم ترون هذا؟ قالوا: قد لُبس علينا في أصل الدين، قلت لهم: والآن كيف ترون هذه الأشياء؟ قالوا: ساقطة، قلت: ما الذي تحتاجون إليه إذاً؟ قالوا: نحتاج إلى العلم، قلت: العلم مثل الكشاف يقوى، ويضعف، يقوى حتى يكون كالشمس يبدد هذه الظلمات، ويضعف، ولكن الإنسان لا يشعر بضعف بصيرته، مثل الإنسان الذي يبقى في مكان لربما يعتم قليلاً وهو لا يشعر، ويقرأ، فإذا أضيء له مصباح قوي أبصر، وقال: أين كنتُ؟ كنت أقرأ في مكانٍ الإضاءة فيه ضعيفة جداً، لكن كان يظن أن الوضع طبيعي، إذا كنت تقرأ في مكانٍ الإضاءة ليست بتلك، فجاء من أوقد لك مصباحاً قوياً رأيت الفرق في الكتاب، وفيما تقرأ، فالبصائر هكذا، فهذا التحدي بالقرآن قائم، فكل الكذابين، وكل الملاعين الذين يشككون بالقرآن بيننا وبينهم هذا، أن يأتوا بسورة من مثله، فإن جاءوا بها صاروا أضحوكة أمام العالم، "والطاحنات طحنا، فالعاجنات عجنا، فالخابزات خبزاً، فاللاقمات لقماً" عند ذلك يُعرف قدرهم، ويعرف مكانهم، فهذا يشكك في قصص القرآن، ويشكك، ويطعن، ويضرب القرآن بعضه ببعض في أشياء لا قيمة لها، ولا يمكن أن ينطلي ذلك إلا على أجهل الجاهلين، وللأسف أنها تروج، ذكروا لي أسماء أول مرة أسمع بها، ويقولون: تروج، ويتتبعونها، ويبحثون عن هذه الإشكالات، والشبهات، فقلت لهم: إلى يومي هذا ما قرأت في كتاب فيه شبه، ولا استمعت إلى مناظرة بين محق ومبطل، ولا تتبعت شيئاً من هذا، فالسلف ينأون بأنفسهم، ويحذرون، وأنتم تبحثون عن هذه الضلالات، والشبهات، ثم بعد ذلك تطلبون الخلاص، هذا الذي يطلب الخلاص، هذا غير الذي يأتي يتفلسف، ويريد أن يناقش، وأنا لا أجلس معهم أصلاً، وأقول: اذهب إلى شاك مثلك جادله، فبعضهم لا يريد أن يسأل، فهؤلاء الذين أتى بهم اشترطت أن يكون هؤلاء يطلبون الحق، وأنهم مسترشدون، فسألهم، وأعاد عليهم، قالوا: نعم، فجاءوا بهذه الصفة، لكن هناك من يتفلسف، ويقول: أريد أن أناقش، أريد أن أحاور، مثل هؤلاء العلاج معهم عراجين عمر، حتى يذهب ما برؤوسهم - والله المستعان -.

قال ابن القيم - رحمه الله -: "وإذا أردت زيادة إيضاح هذا فتأمل ما اشتملت عليه سورة "ص" من الخصومات المتعددة، فأولها خصومة الكفار مع النبي ﷺ، وقولهم: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إلى آخر كلامهم، ثم اختصام الخصمين عند داود، ثم تخاصم أهل النار، ثم اختصام الملأ الأعلى في العلم وهو الدرجات والكفارات، ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم، ثم خصامة ثانياً في شأن بنيه وحلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم، فليتأمل اللبيب الفطن هل يليق بهذه السورة غير "ص" وبسورة "ق" غير حرفها، وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف - والله أعلم -"[1].

"وقوله تعالى: وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ أي: والقرآن المشتمل على ما فيه ذكر للعباد، ونفع لهم في المعاش، والمعاد.

قال الضحاك في قوله تعالى: ذِي الذِّكْرِ كقوله تعالى: لَقَدْ أَنزلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ [سورة الأنبياء:10] أي: تذكيركم، وكذا قال قتادة واختاره ابن جرير.

وقال ابن عباس - ا - وسعيد بن جبير، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن عيينة، وأبو حصين، وأبو صالح والسدي: ذِي الذِّكْرِ ذي الشرف أي: ذي الشأن، والمكانة.

ولا منافاة بين القولين، فإنه كتاب شريف، مشتمل على التذكير، والإعذار، والإنذار".

قوله - تبارك وتعالى -: وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ، فقوله: ذِي الذِّكْرِ قال: أي والقرآن المشتمل على ما فيه ذكر للعباد، وعلى هذا: الذكر هنا اسم مصدر، وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ يعني: أنه مشتمل على التذكير فيما يكون فيه صلاح العباد، وفلاحهم، ونجاحهم في الدنيا، والآخرة، اسم مصدر بمعنى التذكير.

المعنى الثاني الذي ذكره جماعة: أنه ذو الشرف، فالذكر هو الشرف، وهذان المعنيان في قوله - تبارك وتعالى -: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ [سورة الزخرف:44]، ذكر لك، ولقومك يعني: أنه تذكير إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [سورة ق:37]، والمعنى الثاني: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ أي: شرف لك، ولقومك، فهذان المعنيان صحيحان، والجمهور قالوا بالأول ذكر: تذكير، وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ يعني بمعنى التذكير.

والحافظ ابن كثير - رحمه الله - هنا قال: ولا منافاة بين القولين، فإنه كتاب شريف مشتمل على التذكير، والإعذار، والإنذار، فجمع بين المعنيين، وهذا من أحسن ما يكون، وإلى هذا ذهب الحافظ ابن القيم - رحمه الله -، والقرآن يعبر به بالألفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة، والمعنيان إذا كانت الآية تحتملهما، ويمكن أن تُحمل عليهما من غير مانع؛ فإنها تحمل على هذه المعاني جميعاً، فالقرآن ذي الذكر فيه تذكير، وهو أيضاً بمعنى الشرف والمكانة، ذِي الذِّكْرِ ذي الشرف، والشأن، والمكانة - والله تعالى أعلم -.

"جواب هذا القسم هو قوله تعالى: إِنْ كُلٌّ إِلا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ، وقال قتادة: جوابه: بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ واختاره ابن جرير".

هذان القولان باعتبار أن الجواب مذكور، والذين قالوا: إن الجواب مذكور افترقت أقوالهم، ومن هذه الأقوال هذان القولان هنا، وهنالك أقوال غير ذلك، بعضهم يقول: الجواب "إن ذلك لحق"، وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ إن ذلك لحق، لكنه بعيد متأخر، فهذا وإن قال به بعض الأئمة من أصحاب المعاني كالزجاج، والكسائي؛ إلا أنه رده آخرون منهم كالفراء، قالوا: هذا متأخر، وجواب القسم لا يكون بهذه الصفة من التأخر والبعد، وبعضهم يقول: إن الجواب هو قوله: كَمْ أَهْلَكْنَا كما يقوله ثعلب - رحمه الله -، وهذا أيضاً أيده الفراء، وقد اعترض على القول الذي قبله، هؤلاء جميعاً كما ترون، وغير هذه الأقوال، يقولون: إنه مذكور، والحافظ ابن القيم - رحمه الله -، والشنقيطي أطالوا في الكلام على هذا، وذكروا أن الأقوال بأنه مذكور؛ أنها جميعاً ساقطة، وابن القيم - رحمه الله - رتب هذه الأقوال من جهة الضعف على مراتب، إنه مذكور، يقول: أحسنها كذا لو صح، ثم كذا، ثم كذا، ثم كذا، ثم كذا، وأبعدها كذا، ومن أراد المزيد فليراجع كلامه - رحمه الله -، الطائفة الثانية: هم الذين قالوا: الجواب محذوف، وهذا الذي اختاره الحافظ ابن القيم - رحمه الله - والشنقيطي من مشاهير المفسرين، وقال به ابن عطية، والزمخشري قبله وجماعة، لكنهم أيضاً اختلفوا في تقدير الجواب، فبعضهم يقول: إن التقدير: لتبعثن، وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ لتبعثن، وأن الله أقسم بالقرآن على وقوع البعث، وهذه السورة كما في الآيات بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ۝ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ ۝ وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ۝ أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [سورة ص:2-5] إلى أن قال الله - تعالى -: أَءُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ [سورة ص:8] إلى آخر ما ذكر الله من الآيات، فهنا الأشياء المذكورة: قضية الرسول أن يكون من البشر تعجبوا كيف يكون، وكيف أنزل عليه الذكر من بينهم، وحي وقرآن، وكذلك قضية الوحدانية: أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً، وهكذا قضية البعث بعد ذلك، فهذه قضايا ثلاث، فبعضهم قال: المقسم عليه محذوف، وهو قوله: لتبعثن، وبعضهم كابن عطية أطلق وقال: التقدير: ما الأمر كما تزعمون، وأطلقه هكذا: ما الأمر كما يزعم الكفار، والزمخشري يقول: إنه لمعجز وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ إنه لمعجز، وابن القيم يقول: إن القرآن لحق، يعني: كأنه نظر إلى الآيات التي بعدها، بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ۝ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ ۝ وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ فجعلوه ساحراً، جعلوا القرآن سحراً، ولعله أحسن من هذا كله - والله تعالى أعلم - ما ذكره الشنقيطي يقول: الجواب محذوف، ولكن هذا المحذوف حينما نقدره كما يقول ابن عطيه: ما الأمر كما يزعم الكفار، فهم زعموا الأشياء التي جحدوا بها وهي كل هذه الأقوال، وغير هذه الأقوال التي أوردت آنفاً داخلة فيه أعني: قول من قال: إنه قسم على البعث أو القرآن، أو قضية النبوة، أو الوحدانية، أو البعث، وحينما نقول: النبوة يدخل في ذلك الوحي؛ لأنها قضايا متلازمة، فيكون هنا التقدير على ما ذكره ابن عطية: ما الأمر كما يزعم الكفار أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ قضية الوحدانية، أؤُنزل عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ، وهكذا، فتدخل هذه الأشياء فيه، وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ليس الأمر كما تزعمون، ومزاعمهم هي التي أوردها أو ردها بعد ذلك، مثل هؤلاء العلماء - رحمهم الله - كالحافظ ابن القيم يحتجون على أن الجواب محذوف بقرائن في نفس الآيات يقولون: لما قال الله : وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ أضرب بعده قال: بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ يعني مثلاً ابن القيم يقول: وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ إن القرآن لحق، والكفار يعرفون، لكنهم في عزة وشقاق، وكأن ابن القيم أخذ من كون القسم بالقرآن أن المقسم عليه يتعلق به، وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ إن القرآن لحق، ثم أضرب عن ذلك قال: بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ، إذاً وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ، هنا بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا، إذاً القضية ليست كما يقولون، ولكنهم في حال من الاستكبار يمنعهم من الانقياد، والقبول، والإذعان، والإيمان، فهذا الإضراب قالوا: هو الذي يدل على أن الجواب محذوف، وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ۝ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ، إذاً هنا شيء يفهم من السياق، يشير إليه، إما لأنه أقسم بالقرآن، أو بما ذكر بعده، فابن القيم كأنه نظر إلى أنه أقسم بالقرآن، والشنقيطي نظر إلى الأشياء التي ذكرت، وجحدوا بها، وأنكروها بعد ذلك، فجعلها داخلة فيه - والله أعلم -.

  1. بدائع الفوائد، لابن القيم (3/174).