يعني لذات الدنيا والنعيم، الثمار تذبل وتنقضي، والأموال تنقضي، فإذا جاء الإنسان يريد أن يلتذ بماله، ويتنعم فيه، ويذهب، ويأكل، ويشرب، ويسافر، ويتنقل وما إلى ذلك فهو يحسب الحسابات، كم أنفق، وكم بقي، ومتى ينفد هذا المال؟، فهو في كل شيء يحسب حساباً لما بقي عنده، وما ذهب، أما في الجنة فـ مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ هذه القضية منسية، هذه ليست في القاموس، لا يوجد شيء ينتهي وينفد، ولا يوجد شيء يعطب، ويذبل، ولا يوجد شيء يمل، ولا يوجد ما ينغص، يعني الإحصاءات تقول: إن أكثر من 70% من المسافرين يصابون بأمراض في الجهاز الهضمي وغيره بسبب تغير الأجواء، وتغير الطعام، والنظام الذي اعتاد الناس عليه؛ وما إلى ذلك، فهم في أسفارهم يتنغصون، تصيبهم أمراض، وأوجاع، وما إلى ذلك، وقد يرجع من سفره وما حصل له التذاذ، وسرور بسبب هذا أو غيره، أما في الجنة فهذا لا يوجد، لا يوجد تنغيص، لا يوجد انتهاء وانقضاء لهذه اللذات، ولا يوجد خوف، ولا قلق، ولا حزن.