الثلاثاء 15 / ذو القعدة / 1446 - 13 / مايو 2025
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ۖ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقًّا ۚ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلًا

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"ثم ذكر تعالى حال السعداء الأتقياء، وما لهم في مآلهم من الكرامة التامة فقال تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ [سورة النساء:122] أي: صَدّقت قلوبهم، وعملت جوارحهم بما أمروا به من الخيرات، وتركوا ما نهوا عنه من المنكرات.
سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أي: يصرفونها حيث شاءوا، وأين شاءوا خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا أي: بلا زوال، ولا انتقال.
وَعْدَ اللّهِ حَقًّا أي: هذا وعد من الله، ووعد الله معلوم حقيقة أنه واقع لا محالة، ولهذا أكده بالمصدر الدال على تحقيق الخبر وهو قوله: حَقًّا.
ثُمَّ قَال: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً [سورة النساء:122] أي: لا أحد أصدق منه قولاًَ وخبرًا، لا إله إلا هو ولا رب سواه.
وكان رسول الله ﷺ يقول في خطبته: إن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهَدْي هَدْي محمد ﷺ، وشر الأمور مُحْدَثاتها، وكل مُحْدَثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار[1]".
  1. أصل الحديث أخرجه مسلم في كتاب الجمعة - باب تخفيف الصلاة والخطبة (867) (ج 2 / ص 592) وهو عند غيره بألفاظ متقاربة.

مرات الإستماع: 0

"وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا [النساء:122] مصدران: الأوّل: مؤكدٌ للوعد الذي يقتضيه قوله: سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ [النساء:122] والثاني: مؤكدٌ لوعد الله".

يقول: وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا [النساء:122] مصدران: الأوّل: مؤكدٌ للوعد الذي يقتضيه قوله: سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ [النساء:122] يعني المصدر الأول هو: وعد، وعدًا، فوعد مصدر سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا [النساء:122] فالوعد هو وعده بإدخالهم الجنة، فيقول: "الأول مصدر مؤكد للوعد قبله" (وعْد) هذا المصدر الأول، وحقًا هذا هو المصدر الثاني، مؤكد لقوله: وَعْدَ اللَّهِ.