المذبذب هو القلق المتردد، المضطرب الذي لا يثبت على حال من الأحوال، فتارة هنا، وتارة هنا، كالشاة العائرة تعور بين الغنمين لاهي مع هذا القطيع، ولا هي مع هذا القطيع.
وروى ابن جرير عن ابن عمر - ا - عن النبي ﷺ- قال: مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين؛ تَعِيرُ إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة، ولا تدري أيتهما تتبع[1] تفرد به مسلم.
ولهذا قال تعالى: وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً [سورة النساء:143] أي: ومن صرفه عن طريق الهدى فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا [سورة الكهف:17] فإنه مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ [سورة الأعراف:186]، والمنافقون الذين أضلهم عن سبيل النجاة فلا هادي لهم، ولا منقذ لهم، فلا هادي له، ولا منقذ لهم مما هم فيه؛ فإنه تعالى لا مُعَقّب لحكمه، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون".
- أخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (2784) (ج 4 / ص 2146).