الجمعة 16 / ذو الحجة / 1446 - 13 / يونيو 2025
مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ وَلَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ ۚ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلًا

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"وقوله: مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء [سورة النساء:143] يعني: المنافقين محيرين بين الإيمان والكفر فلا هم مع المؤمنين ظاهرًا وباطنًا، ولا مع الكافرين ظاهرًا وباطنًا، بل ظواهرهم مع المؤمنين، وبواطنهم مع الكافرين، ومنهم من يعتريه الشك، فتارة يميل إلى هؤلاء، وتارة يميل إلى أولئك كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ الآية [سورة البقرة:20]".

المذبذب هو القلق المتردد، المضطرب الذي لا يثبت على حال من الأحوال، فتارة هنا، وتارة هنا، كالشاة العائرة تعور بين الغنمين لاهي مع هذا القطيع، ولا هي مع هذا القطيع.
"وقال مجاهد: مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء يعني: أصحاب محمد ﷺ، وَلاَ إِلَى هَؤُلاء يعني: اليهود.
وروى ابن جرير عن ابن عمر - ا - عن النبي ﷺ- قال: مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين؛ تَعِيرُ إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة، ولا تدري أيتهما تتبع[1] تفرد به مسلم.
ولهذا قال تعالى: وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً [سورة النساء:143] أي: ومن صرفه عن طريق الهدى فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا [سورة الكهف:17] فإنه مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ [سورة الأعراف:186]، والمنافقون الذين أضلهم عن سبيل النجاة فلا هادي لهم، ولا منقذ لهم، فلا هادي له، ولا منقذ لهم مما هم فيه؛ فإنه تعالى لا مُعَقّب لحكمه، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون".
  1. أخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (2784) (ج 4 / ص 2146).

مرات الإستماع: 0

"مُذَبْذَبِينَ [النساء:143] أي مضطربين متردّدين، لا إلى المسلمين، ولا إلى الكفار."

المذبذب هو الذي لا يثبت على حال، متردد قلق، مترددين، كما ذكر النبي ﷺ في الحديث الذي أخرجه مسلم من حديث ابن عمر - ا -: مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين، تعير إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة[1] فهو متردد بين هؤلاء، وهؤلاء لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ [النساء:143].

  1. أخرجه مسلم، في أوائل كتاب صفات المنافقين، وأحكامهم، برقم (2784).