الخميس 22 / ذو الحجة / 1446 - 19 / يونيو 2025
وَٱللَّهُ يَقْضِى بِٱلْحَقِّ ۖ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَقْضُونَ بِشَىْءٍ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

قال: وقوله : وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ أي: يحكم بالعدل، قال الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - ا - في قوله تعالى: وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ: قادر على أن يجزي بالحسنة الحسنة وبالسيئة السيئة.

يعني هذا عام، يقضي بالحق يعني يحكم بالعدل، وابن جرير - رحمه الله - ربطه بما قبله يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ۝ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ فيمن نظر بنظر هو من قبيل الخيانة، أو من غض بصره وما يقع في القلب من جراء ذلك، هكذا ربطه ابن جرير - رحمه الله -، وهذا كله مما يحذِّر الله به عباده ويدعوهم إلى مراقبته، وملاحظة الأنفاس والحركات، وما يختلج في النفوس، فإن الله مطلع على ذلك جميعًا، وهو يجازي العاملين بما عملوا، وهو يحكم بالحق، ويجد الإنسان ذلك جميعًا في صحيفة أعماله، فليس الشأن أن يخفى ذلك على الناس، وإنما الشأن أن يراقب العبد ربه، وهذه حقيقة التقوى.

 

إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وهذا الذي فسر به ابن عباس - ا - هذه الآية كقوله - تبارك وتعالى -: لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى [سورة النجم:31].

وقوله - جل وعلا -: وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ أي: من الأصنام والأوثان والأنداد لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ، أي: لا يملكون شيئًا ولا يحكمون بشيء، إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ أي: سميع لأقوال خلقه بصير بهم، فيهدي من يشاء، ويضل من يشاء، وهو الحاكم العادل في جميع ذلك.