يعني في سورة الزمر مضى الكلام على المقاليد: لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ [الزمر:63] ابن كثير قال: قال مجاهد: المقاليد هي المفاتيح بالفارسية، وهذا الذي قال به عامة المفسرين، أن المقاليد هي المفاتيح، سواء قيل بالفارسية، أو غير ذلك، مسألة الكلام في المعرَّب معروفة، لكن المقاليد هي المفاتيح، وهو اختيار ابن جرير وعامة المفسرين، قالوا: إذا كان يملك مفاتيح السموات والأرض، مفاتيح الخزائن، والرزق، ومفاتيح كل خير من الهدى والضلال، وما إلى ذلك: لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فهو يملك إذًا الخزائن، يعني الذي يملك مفاتيحها هو مالك لها، يقول هنا: مفاتيح، إلى آخره، وكذا قال قتادة وابن زيد وسفيان بن عيينة، وقال السدي، والضحاك، وجماعة: لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يعني خزائن السموات والأرض.
وهناك قال: والمعنى على كل القولين أن أزمّة الأمور بيده - تبارك وتعالى -، ولعلي ذكرت هناك أن القولين بينهما ملازمة، وأنه لا حاجة للترجيح، بصرف النظر عن المقاليد هذه، يعني هل هي جمع إقليد أو جمع مقلاد، أو غير ذلك، مما مضى الكلام عليه، أو أنه لا واحد لها من لفظها أصلاً، والمقصود مفاتيح الرزق، ومفاتيح السموات والأرض، ومفاتيح الرحمة.