الأحد 01 / رجب / 1447 - 21 / ديسمبر 2025
يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا ۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا ٱلْحَقُّ ۗ أَلَآ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فِى ٱلسَّاعَةِ لَفِى ضَلَٰلٍۭ بَعِيدٍ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقوله: يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا أي: يقولون: مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [سبأ:]29، وإنما يقولون ذلك تكذيباً واستبعاداً، وكفراً وعناداً.

وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا أي: خائفون وجِلون من وقوعها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أي: كائنة لا محالة، فهم مستعدون لها، عاملون من أجلها.

وقد رُوي من طرق تبلغ درجة التواتر في الصحاح، والحسان، والسنن، والمسانيد، وفي بعض ألفاظه: أن رجلاً سأل رسول الله ﷺ بصوت جهوريّ وهو في بعض أسفاره؛ فناداه، فقال: يا محمد! فقال له النبي ﷺ نحوًا من صوته: هاؤم فقال له: متى الساعة؟ فقال له رسول الله ﷺ: ويحك إنها كائنة، فما أعددت لها؟ فقال: حُب الله ورسوله، فقال: أنت مع من أحببت[1].

فقوله في الحديث: المرء مع من أحب[2] هذا متواتر لا محالة، والغرض أنه لم يجبه عن وقت الساعة، بل أمره بالاستعداد لها.

وقوله: أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ أي: يجادلون في وجودها، ويدفعون وقوعها: لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ أي: في جهل بيّن؛ لأن الذي خلق السموات، والأرض؛ قادر على إحياء الموتى بطريق الأولى والأحرى، كما قال: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ [الروم:27]".

  1. رواه الترمذي، كتاب أبواب الدعوات عن رسول الله ﷺ، باب في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله بعباده، رقم (3536)، وحسنه الألباني في الروض النضير، رقم (360).
  2. رواه البخاري، كتاب الأدب، باب علامة حب الله ، (6168)، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب المرء مع من أحب، رقم (2640).