السبت 24 / ذو الحجة / 1446 - 21 / يونيو 2025
وَإِنِّى عُذْتُ بِرَبِّى وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ قال ابن عباس - ا - وأبو صالح: هو الرجم باللسان وهو الشتم، وقال قتادة: الرجم بالحجارة، أي: أعوذ بالله الذي خلقني وخلقكم من أن تصلوا إليّ بسوء من قول أو فعل.

قوله: وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ الرجم يأتي بمعنى الرجم بالقول بالشتم والسب، ويأتي بالفعل الرجم بالحجارة، وبعضهم يقول: القتل أيضًا كذلك، وآزر قال لإبراهيم ﷺ: لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا [سورة مريم:46]، فيحتمل - أيضًا - هذه المعاني، هل قصد أن يرجمه بالفعل أو أن يرجمه بالقول بالسب ونحوه؟، فهذان قولان، وابن جرير - رحمه الله - يقول: إنه أطلق ذلك يعني قال: وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ فيشمل الرجم بمعنييه، يعني استعاذ بالله من أن يرجموه بالقول، أو أن يرجموه بالفعل؛ لأن الله لم يخص معنى من هذه المعاني دون الآخر، أطلق فيبقى هذا على إطلاقه، ابن جرير - رحمه الله - في مثل هذه المواضع تارة يحمل الآية على هذه المعاني إذا كانت الآية تحتملها، فالرجم يأتي لهذا، وهذا، فيقول: ما عندنا ما يدل على التخصيص فيحمل على ذلك كله، وأحيانًا يقتضي المقام أحد المعنيين وكلاهما معنى صحيح، فابن جرير في مثل هذه المواضع قد يتوقف فيقول: إنه يأتي لكذا وكذا، فيحتمل أنه أراد به هذا أو أراد به هذا، وليس عندنا ما يدل على تخصيص أحد المعنيين دون الآخر، أو إرادة هذا دون ذاك، يقول: يحتمل هذا ويحتمل هذا دون أن يرجح.