الأحد 25 / ذو الحجة / 1446 - 22 / يونيو 2025
وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

قال: وقوله - تبارك وتعالى -: وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ ۝ مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِفِينَ يمتن عليهم تعالى بذلك حيث أنقذهم مما كانوا فيه من إهانة فرعون وإذلاله لهم وتسخيره إياهم في الأعمال المهينة الشاقة، وقوله تعالى: مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا أي: مستكبرًا جبارًا عنيدًا كقوله : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ [سورة القصص:4].

يعني هنا: وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ ما هذا العذاب؟ مِن فِرْعَوْنَ فيكون مِن فِرْعَوْنَ بدلًا من العذاب، يعني كأنه جُعل نفس العذاب على سبيل المبالغة، ويحتمل أن يكون على حذف مضاف، يعني من عذاب فرعون، أو على أنه حال من العذاب تقديره: من العذاب المهين صادرًا من فرعون، لكن الأول كأنه أقرب - والله تعالى أعلم -، مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ ما هو هذا العذاب المهين؟ مِن فِرْعَوْنَ، فإذا ذُكر فرعون كفى، يعني ذُكر الشر.  

قال: وقولِه - جلت عظمته -: فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ [سورة المؤمنون:46]، من المسرفين أي مسرف في أمره سخيف الرأي على نفسه.