الثلاثاء 24 / صفر / 1447 - 19 / أغسطس 2025
وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ عَلَى ٱلنَّارِ أَلَيْسَ هَٰذَا بِٱلْحَقِّ ۖ قَالُوا۟ بَلَىٰ وَرَبِّنَا ۚ قَالَ فَذُوقُوا۟ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

ثم قال مهدداً ومتوعداً لمن كفر به: وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ أي: يقال لهم: أما هذا حق؟ أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ؟ [الطور:15] قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا أي: لا يسعهم إلا الاعتراف، قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ.

قوله - تبارك وتعالى -: وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ، هذه المسألة سبقت في الدرس الماضي، وذكرنا قوله تعالى: وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ [الكهف:100]، وهي: هل النار تعرض على هؤلاء أو هم الذين يعرضون عليها؟ فهنا هذه الآية مصرحة بأنهم يعرضون على النار، بمعنى: يعذبون فيها، أو أن النار تقرب إليهم فيرونها ويشاهدونها عيانًا، أو غير ذلك كما سبق.

أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ هنا الكلام فيه اختصار، يعني: يقال لهم: أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ، والإشارة هنا هَذَا إلى أي شيء ترجع؟ ترجع إلى العذاب، أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ يعني: هذا العذاب وهذه النار التي كنتم بها تكذبون، فما أخبرت به الرسل - عليهم الصلاة والسلام - الآن أصبح عين اليقين إذا كان المقصود أنهم يشاهدونها، وإذا دخلوا فيها فإن ذلك يصير بمنزلة حق اليقين، وعرفنا أن اليقين على ثلاث مراتب: علم اليقين إذا علمت شيئًا فتيقنته، مثال ذلك: علمنا بوجود الآخرة والجنة والنار، فهذا علم اليقين بالنسبة إلينا، فإذا رأينا ذلك فهذا عين اليقين، فإذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار فذلك حق اليقين، فالمقصود أنه يقال لهم: أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ أي: هذا الذي ترونه، أو هذا الذي تقاسونه أليس بالحق؟.