قوله - تبارك وتعالى -: وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ، يرجع إلى من؟ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً يرجع إلى المعبودات، هذا قول الجمهور من المفسرين، وهو الذي اختاره ابن جرير - رحمه الله -، أن هذه المعبودات تتحول إلى أعداء لهؤلاء الكفار، أو لهؤلاء العابدين، كما أورد هنا قوله - تبارك وتعالى -: وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا، مع أن بعض المفسرين قال: إن ذلك يرجع إلى الكفار، أنهم يتبرءون من هذه المعبودات في النهاية إذا عرفوا بطلانها، وعاينوا الحقائق؛ ولهذا يقولون: وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ [الأنعام:23]، ولكن الأرجح هو الأول، وهو الذي عليه عامة أهل العلم.