الأحد 22 / صفر / 1447 - 17 / أغسطس 2025
وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُوا۟ لَهُمْ أَعْدَآءً وَكَانُوا۟ بِعِبَادَتِهِمْ كَٰفِرِينَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

قال: وقوله - تبارك وتعالى -: وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ، كقوله : وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ۝ كَلا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا [مريم:81-82] أي: سيخونونهم أحوج ما يكونون إليهم، وقال الخليل : إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ [العنكبوت:25].

قوله - تبارك وتعالى -: وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ، يرجع إلى من؟ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً يرجع إلى المعبودات، هذا قول الجمهور من المفسرين، وهو الذي اختاره ابن جرير - رحمه الله -، أن هذه المعبودات تتحول إلى أعداء لهؤلاء الكفار، أو لهؤلاء العابدين، كما أورد هنا قوله - تبارك وتعالى -: وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ۝ كَلا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا، مع أن بعض المفسرين قال: إن ذلك يرجع إلى الكفار، أنهم يتبرءون من هذه المعبودات في النهاية إذا عرفوا بطلانها، وعاينوا الحقائق؛ ولهذا يقولون: وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ [الأنعام:23]، ولكن الأرجح هو الأول، وهو الذي عليه عامة أهل العلم.