الأحد 22 / صفر / 1447 - 17 / أغسطس 2025
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُوا۟ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ وَهُمْ عَن دُعَآئِهِمْ غَٰفِلُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

قال: وقوله - تبارك وتعالى -: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ أي: لا أضل ممن يدعو من دون الله أصنامًا، ويطلب منها ما لا تستطيعه إلى يوم القيامة، وهي غافلة عما يقول، لا تسمع ولا تبصر ولا تبطش؛ لأنها جماد حجارة صُمٌّ.

هذا الاستفهام مضمن معنى النفي وَمَنْ أَضَلُّ؟! يعني: لا أحد أضل مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فهكذا كل معبود من دون الله - تبارك وتعالى - فهو بهذه المثابة؛ ولذلك هؤلاء الذين يعجبون بالأمم الغربية أو الشرقية، ويثنون عليهم، وامتحنونا برسائل يرسلونها عن اليابان، وما عليه الناس هناك، والطفل، وعامل النظافة، وغير هذا من الأشياء التي يذكرونها من مآثرهم، ونحو ذلك، فهم في النهاية لا يعرفون الله، يعبدون بوذا، فهؤلاء أضل الناس، وإن وصلوا في العلم والتقنية إلى مراتب عالية، ولكن ذلك لا يغني عنهم شيئًا، هم أضل الناس، فينبغي أن يُعرف قدر هؤلاء، ولا تؤذى الأسماع بذكر مآثرهم، والإزراء على المسلمين، ومدح هؤلاء من أهل الأوثان، فيكفي ما نحن فيه من هزيمة، وتراجع، حتى أصبحنا نرى الفئام من الفتيات أصبحن يقلدن، فبعد أن قلدوا وشبعوا قلدوا الغرب في أزيائه ولباسه وحاكوه في كل شيء، الآن بدأنا نسمع أن الموضة الجديدة محاكاة الكوريين، والأمم الشرقية في اللباس، وما إلى ذلك، يلبسون لباسًا كوريًّا، أكَلَة الكلاب والحمير والحشرات، عبدة بوذا، ما بقي إلا هؤلاء يُقلَّدون، انتهينا من أهل الكتاب، النبي ﷺ قال: لتتبعن سنن من كان قبلكم، ولما قيل له: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟[1] يعني: فمن الناس؟ والآن أصبح عبدة بوذا، وعبدة الأوثان، وعبدة الأًصنام هم الذين يُقلَّدون، ويحاكون، وماذا عند هؤلاء المفاليس حتى يستحقوا أن يكونوا في محل القدوة، والأسوة؟!، وهذا من أعجب الهزيمة والتراجع، نسأل الله العافية.

  1. رواه البخاري، في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي ﷺ: لتتبعن سنن من كان قبلكم، برقم: (7320).