الإثنين 29 / شوّال / 1446 - 28 / أبريل 2025
لِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌۢ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله: لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [سورة المائدة:120] أي: هو الخالق للأشياء، المالك لها، المتصرف فيها، القادر عليها، فالجميع ملكه، وتحت قهره، وقدرته، وفي مشيئته، فلا نظير له، ولا وزير، ولا عديل، ولا والد، ولا ولد، ولا صاحبة، ولا إله غيره، ولا رب سواه.
قال ابن وهب: سمعت حُيَيّ بن عبد الله يحدث عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو - ا - قال: "آخر سورة أنزلت سورة المائدة".

قوله: "آخر سورة أنزلت سورة المائدة" يعني آخر سورة تتعلق بالأحكام، أي أنه لم ينسخ شيء مما في المائدة مع أن دعاوى النسخ موجودة، كما سبق في قوله - تبارك وتعالى -: يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ [سورة المائدة:106] فالأئمة الثلاثة مالك، والشافعي، وأبو حنيفة يقولون: إنها منسوخة، وهذا القول وإن كان مرجوحاً فالمقصود أن دعاوى النسخ موجودة في السورة، والمقصود أنها آخر سورة نزلت في الحلال والحرام لم ينسخ منها شيء، وإلا فقد نزل بعدها كثير من القرآن، والله أعلم.