الثلاثاء 15 / ذو القعدة / 1446 - 13 / مايو 2025
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُۥ مَعَهُۥ لِيَفْتَدُوا۟ بِهِۦ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

ثم أخبر تعالى بما أعد لأعدائه الكفار من العذاب والنكال يوم القيامة فقال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [(36) سورة المائدة] أي: لو أن أحدهم جاء يوم القيامة بملء الأرض ذهباً وبمثله ليفتدي بذلك من عذاب الله الذي قد أحاط به وتيقن وصوله إليه ما تُقبل ذلك منه، بل لا مندوحة عنه ولا محيص ولا مناص، ولهذا قال: {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [(36) سورة المائدة] أي: موجع.
 

مرات الإستماع: 0

"لِيَفْتَدُوا بِهِ [المائدة:36] إن قيل: لم وحّد الضمير وقد ذكر شيئين: وهما ما في الأرض، ومثله؟

فالجواب: أنه وضع المفرد في موضع الاثنين، أو أجرى الضمير مجرى اسم الإشارة، كأنه قال: ليفتدوا بذلك، أو تكون الواو بمعنى (مع)".

لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ [المائدة:36] فذكر شيئين "فإن قيل: لم وحّد الضمير...؟ فالجواب: أنه وضع المفرد موضع الاثنين" وهذا يرد في القرآن، وفي كلام العرب، يذكر اثنين، ويكون الضمير مفردًا، فيمكن هنا - والله أعلم - أن يكون المراد: ليفتدوا به أي المذكور، فيكون وضع المفرد موضع الاثنين.

يقول: "أو أجرى الضمير مجرى اسم الإشارة" كأنه قال: ليفتدوا بذلك "أو تكون الواو بمعنى (مع)" لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ يعني مع مثله؛ ليفتدوا به، ولا إشكال في هذا -إن شاء الله-.

وأصل (فدى) بمعنى جعل الشيء مكان الشيء حمىً له، فالفداء حفظ الإنسان عن النائبة بما يبذله.