وقال السدي، وغيره: نزلت في جعلهم المسيح، وأمَّه إلهين مع الله، فجعلوا الله ثالث ثلاثة بهذا الاعتبار، قال السدي: وهي كقوله تعالى في آخر السورة: وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ الآية [سورة المائدة:116].
قال الله تعالى: وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ [سورة المائدة:73] أي: ليس متعدداً بل هو وحده لا شريك له إله جميع الكائنات، وسائر الموجودات، ثم قال تعالى متوعداً لهم، ومتهدداً: وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ [سورة المائدة:73] أي: من هذا الافتراء، والكذب لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [سورة المائدة:73] أي: في الآخرة من الأغلال، والنكال."