الأحد 20 / ذو القعدة / 1446 - 18 / مايو 2025
وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله تعالى: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ قال قتادة، وأبو مالك، والسدي وَأُزْلِفَتِ: أدنيت، وقربت من المتقين غَيْرَ بَعِيدٍ وذلك يوم القيامة، وليس ببعيد لأنه واقع لا محالة، وكل ما هو آت قريب هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ أي راجع، تائب، مقلع حَفِيظٍ أي يحفظ العهد فلا ينقضه، ولا ينكثه.

مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ أي من خاف الله في سره حيث لا يراه أحد إلا الله  كقوله ﷺ: ورجل ذكر الله - تعالى - خالياً ففاضت عيناه[1]، وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ أي ولقي الله يوم القيامة بقلب منيب، سليم إليه خاضع لديه ادْخُلُوهَا أي الجنة بِسَلَامٍ قال قتادة: سلِمُوا من عذاب الله ، وسلّم عليهم ملائكة الله، وقوله : ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ أي يخلدون في الجنة فلا يموتون أبداً، ولا يظعنون أبداً، ولا يبغون عنها حولاً، وقوله - جلت عظمته -: لَهُم مَّا يَشَاءُُونَ فِيهَا أي مهما اختاروا وَجدوا، من أي أصناف الملاذ طلبوا أحضر لهم، وقوله تعالى: وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ كقوله : لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [سورة يونس:26] في صحيح مسلم عن صهيب بن سنان الرومي أنها النظر إلى وجه الله الكريم.

قوله - تبارك وتعالى -: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هنا نقل عن هؤلاء من السلف أن أزلفت بمعنى أدنيت وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ [سورة التكوير:13] يعني: قربت من المتقين، غَيْرَ بَعِيدٍ هنا فسره بيوم القيامة باعتبار أنه ليس ببعيد، وإنما هو قريب وكل ما هو آت قريب إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ۝ وَنَرَاهُ قَرِيبًا [سورة المعارج:6-7] فهذا معنى، وبعضهم فسره بما هو أعم من ذلك بعبارة لا تخصص يوم القيامة - مثلاً - في المعنى وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ يعني تقريباً غير بعيد، أزلفت: قربت تقريباً غير بعيد، أو بحيث صارت في مكان غير بعيد منهم بحيث يشاهدونها في الموقف، يعني أن الجنة تقرب لهم وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ فهنا وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ يعني هل المقصود بغير البعيد أي يوم القيامة كما يقول الحافظ ابن كثير هنا؟ أو أنها تقرب لهم يوم القيامة قبل دخولها وهم في أرض المحشر تقريباً غير بعيد بحيث يشاهدونها كما أن النار تقرب أيضاً، ويؤتى بها يقول: لها سبعون ألف زمام، لكل زمام سبعون ألف ملك[2] كما قال الله : إذا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا [سورة الفرقان:12] فالجنة تقرب فيرونها قبل دخولها، فتتشوف نفوسهم إليها، وإلى دخولها - جعلنا الله، وإياكم، ووالدينا، وإخواننا المسلمين منهم -، فهنا يكون المعنى: يعني وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ من المتقين مكاناً، غَيْرَ بَعِيدٍ قربت لهم وهم في أرض المحشر وإذا الْجَنَّةُ أزلفت هذا المقصود وَأُزْلِفَتِ يعني أنها صارت في يوم القيامة هم لا يدخلونها إلا يوم القيامة - والله تعالى أعلم -.

قال: هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أواب حَفِيظٍ هنا فسر الأوّاب أي الراجع التائب المقلع، الأوبة: بمعنى التوبة، والأواب فعَّال، يعني كثير الأوبة، كثير الرجوع إلى الله - تبارك وتعالى -، يرجع بالتوبة من المعاصي، والذنوب، والتقصير في حق الله - تبارك وتعالى - أيًّا كان، والتوبة تكون حتى من عموم التقصير وإن لم يكن في الواجبات أو فعل المحرمات، يعني تكون التوبة من خلاف الأولى، ومن ترك السنن والمستحبات، وتكون من فعل المكروه، ومن أمثلة ذلك أن عمران بن حصين لما مرض وطال ذلك حتى بلغ أربعين سنة - يعني مدة المرض - أصابه شيء من المرض، استسقى فاكتوى، وكان يُسلَّم عليه - يعني تسلم عليه الملائكة -، ثم تاب، وقبل أن يتوب الكي ليس بمحرم وإنما هو مكروه؛ لأنه تعذيب بالنار، فلما اكتوى ما عاد ذلك التسليم يقع، كأنه انتقل من مرتبة إلى مرتبة أدنى بسبب الكي، فتاب فرجع ذلك إليه - يعني صار يُسلَّم عليه -، فدل على أن فعل المكروهات يُتاب منه وهذا من هذا الأثر، والأواب الرجاع إلى الله - تبارك وتعالى - بالتوبة عن المعاصي، وعن التقصير، وبعضهم يفسر الأواب بالمسبح، أو بالذاكر لله - تبارك وتعالى - في الخلوات كما يقول بعض السلف، أو الذي يذكر ذنوبه في السر، وفي الخلوة إذا خلا فيستغفر، أو الذي لا يجلس مجلساً حتى يستغفر، هذه عبارات للسلف، ولكن الأوبة معناها التوبة، وهي أحد معانيها، وقد مضى الكلام على هذا مفصلاً في الأعمال القلبية في الكلام على التوبة هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أواب حَفِيظٍ، قوله: لِكُلِّ، وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ۝ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أواب حَفِيظٍ هذا التركيب "لكل" بعضهم يقول: إن قوله: "لكل" هو بدل من المتقين وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَلِكُلِّ أواب حَفِيظٍ مَن هؤلاء المتقون؟ هم كل أواب حفيظ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ أزلفت الجنة لكل أواب، البدل يقوم مقام المبدل منه، لكنه هنا جيء به مع إعادته الخافض "اللام"، وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ كلِّ أواب حفيظ، هذا يكون بدلاً من المتقين فأعيد الخافض لكل أواب حفيظ، وبعضهم يقول: إن قوله: لِكُلِّ أواب حَفِيظٍ متعلق بمحذوف، وليس ذلك من قبيل البدل من المتقين، وإنما هو متعلق بمحذوف وحال، أي مقولاً لهم: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ مقولاً لهم لِكُلِّ أواب حَفِيظٍ، قال: هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أواب حَفِيظٍ الحفيظ ما معناه؟ قال: أي يحفظ العهد فلا ينقضه، ولا ينكثه؛ يعني يحفظ العهد مطلقاً، وأول ذلك وأعظمه العهد مع الله - تبارك وتعالى -، بعضهم يقول - وهو لا ينافي ما ذكره الحافظ ابن كثير فعبارة ابن كثير مجملة وعامة -: إن الحفيظ هو الذي يحفظ ذنوبه فيتوب منها، يعني كأنه يحاسب نفسه قبل أن يُحاسَب، وبعضهم يقول: هو حفيظ على فرائض الله ، وما ائتمنه عليه، ذلك يقول: حفيظ للذنوب، وهذا يقول: حفيظ لفرائض الله، ابن جرير - رحمه الله - حمله على المعنيين، يقول: ليس عندنا ما يدل على تخصيص أحد المعنيين دون الآخر، ومن ثَمّ فإنها تحتمل هذا وهذا، فهذا حفيظ، وعبارة ابن كثير - رحمه الله - يقول: أي يحفظ العهد فلا ينقضه، ولا ينكثه، إذا حفظ العهد مع الله فعل ما أمره به، وترك ما نهاه عنه، فهذان معنيان جمع بينهما الحافظ ابن كثير في هذه العبارة، ولذلك تجد عبارات السلف كقول بعضهم - كقتادة -: الحافظ لحدود الله - تعالى -، أو الحافظ لما استودعه الله - تبارك وتعالى - من حقه، ونعمته عليه، إلى غير ذلك من العبارات كقول مجاهد: هو الحافظ لأمر الله، فهذا مثل ما سبق، أو الحافظ لوصية الله كما يقوله الضحاك فيعمل بما أُمر به، ويترك ما نهاه الله عنه، فهذا هو الحفيظ لِكُلِّ أواب حَفِيظٍ فهو حفيظ على وزن فعيل وهذه صيغة مبالغة أي أنه عظيم الحفظ، كثير الحفظ يحفظ ما يجب عليه حفظه، أن يحفظ حدود الله - تبارك وتعالى -، وأن يراعي حقوقه فيما أمره به، وأن يجتنب ما نهاه عنه، فهذا هو الحفيظ.

يعني بخلاف من كَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [سورة الكهف:28] مضيع مفرط، ينتهك حدود الله ، ولا يبالي، ويضيع أمره، ونهيه، غير مكترث: لِكُلِّ أواب حَفِيظٍ قال: أي يحفظ العهد فلا ينقضه، ولا ينكثه مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ لاحظ هنا قال: أي من خاف الله في سره حيث لا يراه أحد إلا الله لقوله ﷺ: ورجل ذكر الله - تعالى - خالياً ففاضت عيناه هذا المعنى قال به جماعة من السلف كالضحاك، والسدي، والحسن وغير هؤلاء، وهذا هو المتبادر مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ، وهو أحد المعنيين اللذين يحتملهما قوله - تبارك وتعالى - في أول البقرة: الم ۝ ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ۝ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ [سورة البقرة:1-3] يعني بما يجب الإيمان به من الغيب، الإيمان بالله، وبالملائكة، وكل الغيوب، بالنسبة لنا الكتب السابقة من قبيل الغيب، والرسل من قبيل الغيب، وما إلى ذلك، فهذا كله من الغيب؛ هذا هو المشهور، المعنى الثاني في آية البقرة يوافق هذا وهو الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ يعني ليس كالمنافق يؤمن علانيةً وأمام الناس، وفي سره هو غير مؤمن الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ يعني إيماناً حقيقياً بالغيب، والشهادة، وإذا غابوا عن الناس فهم على الإيمان، ومن ثم فهم مراعون لحقوق الله، وحدوده، فالآية تحتمل هذين المعنيين لكن هنا الآية واضحة أن المقصود مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ يعني حينما يغيب عن الأنظار، يعني في سره يراعي حدود الله، وحقوقه، ويراقبه في حال خلوته، هذا المعنى المشهور، وإن كان ابن جرير - رحمه الله - فسرها بغير هذا فحمل ذلك يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ على الإيمان في الدنيا باعتبار أنه لم يعاين الحقائق، فالآخرة بالنسبة إليه غيب، فالذي يؤمن بالدنيا آمنَ بالغيب مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ يعني في حال الدنيا، وهو في الدنيا، فالنار غائبة عنه، والجنة غائبة عنه، والله - تعالى - غيب، فكل هذه غيوب، ولكن المعنى الأول هو الذي عليه الأكثر، وهو الظاهر المتبادر مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ ليس المقصود أنه خشي في الدنيا، وإنما يخاف ربه - تبارك وتعالى - في خلوته فيراقبه، فهذه من أدله المراقبة، ومن أسماء الله - تبارك وتعالى -: الرَّقِيبَ [سورة المائدة:117]، قال: مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ خافه في سره، وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ يقول: ولقي الله يوم القيامة بقلب منيب سليم إليه خاضع لديه، المنيب هو الراجع من الإنابة وهي الرجوع، وهذا بمعنى التوبة، راجع إلى الله - تبارك وتعالى -، وعبارات السلف متقاربة في هذا: راجع إليه، مخلص إليه، مقبل على الطاعة، منيب بالطاعة، وبعضهم يقول: السليم، وعبارة ابن كثير - رحمه الله - هنا جمعت بعض هذه المعاني التي ذكرها السلف، وهذا من مزايا هذا التفسير التي أشير إليها كثيراً، لاحظ: لقي الله يوم القيامة بقلب منيب سليم إليه خاضع لديه، قال: ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ يقول: قال قتادة: سلِموا من عذاب الله ، وسلّم عليهم ملائكة الله بِسَلَامٍ: يعني في حال سلامة، هذا المعنى الأول: سلِموا من عذاب الله - تبارك وتعالى -، وابن جرير ذكر عبارة أهم من هذا، وأوسع منه ادْخُلُوهَا بسلام يعني بأمان من كل المخاوف، من الهم، والغضب غضب الله ، والعذاب، وما كنتم تلقونه في الدنيا من المكاره، الجنة ليس فيها هم، ولا حزن، ولا مرض، ولا قلق، ولا أذى من حر، أو برد، أو غبار إلى غير ذلك مما يتأذى منه الناس فيسلمون فيها من كل الآفات، والمعنى الثاني الذي ذكره هنا وهو أنهم يدخلونها بسلام: أي أن الله يسلم عليهم، هكذا كما قال : سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ [سورة يس:58]، وقال: وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ۝ سَلامٌ عَلَيْكُمْ [سورة الرعد:23-24]، وهكذا في قوله تعالى: تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ [سورة الأحزاب:44]، وأنها تحتمل أن يكون المُحيِّي لهم الله - تبارك وتعالى - كما قاله بعض السلف، ويحتمل معنى آخر وهو: أنها التحية التي تكون بينهم، وهما معنيان صحيحان، الله - تبارك وتعالى - يسلم عليهم كما دلت عليه الآية سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ، وكذلك يسلم بعضهم على بعض فهذه تحية أهل الجنة تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ يعني يُحيي بعضهم بعضاً، هذا بالإضافة إلى أن الملائكة تحييهم، وهذه كلها معانٍ صحيحة، وهكذا قول من قال: بسلامة من زوال النعم، فهذا يدخل في السلامة من كل الآفات، يعني أنهم في أمان تام من كل وجه ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ فهم يدخلونها بأمان وهم سالمون من كل آفة، ومن كل المخاوف، والمكاره، ومن ذلك عذاب الله - تبارك وتعالى -، ويحتمل أن يدخل معه المعنى الآخر ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ أي: أنه يسلَّم عليهم من قبل الله، وتسلم عليهم الملائكة ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ للبقاء الأبدي السرمدي لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ فسر المزيد بالنظر إلى وجه الله الكريم، وهذا الذي يدل عليه الحديث، وكذلك في قوله تعالى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [سورة يونس:26]، وإن كان بعض المفسرين حمله على معنى عام وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ أي من النعم، وألوان النعيم، والعطاء؛ وما إلى ذلك، فعلى هذا التفسير العام لا شك أنه من أعظم هذا العطاء والنعيم الذي يعطيهم الله النظر إلى وجهه الكريم، وهو داخل في ذلك وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ.

والتنكير في قوله: ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ للتعظيم، ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ فإذا فسر هذا بالسلامة من الآفات، والمخاوف، وما إلى ذلك فهذا سلام مطلق، وإذا فسر أو أُدخل معه المعنى الآخر أنه يسلم عليهم فهذا أيضاً سلام مطلق فيدخل فيه تسليم الله، وتسليم الملائكة، وأنه يسلم بعضهم على بعض؛ لا إشكال لا يخص بأحد هذه المعاني، كلها ثابتة.

  1. رواه البخاري، كتاب الأذان، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد، برقم (660)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة، برقم (1031).
  2. رواه مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في شدة حر نار جهنم وبعد قعرها وما تأخذ من المعذبين، برقم (2842).