هنا المختصر جعل ذلك من كلام ابن كثير، وابن كثير في الأصل ذكره على أنه رواية، أو على أنه أثر، أو على أنه حديث، إن لم أكن مخطئاً فقد ذكره على أنه رواية، وهذا لا يقال من جهة الرأي أصلاً.
يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا يعني يخرجون مسرعين، وهنا:مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِمهطعين: يعني مسرعين قد مدوا أعناقهم -هذا المُهطع- يستجيبون للداعي، وهكذا في قوله -تبارك وتعالى-:يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ [سورة المعارج:43] فهذا كله يدل على هذا المعنى وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ[سورة يس:51] والنسلان هو مشي سريع مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ [سورة الأنبياء:96] معنى النسلان الإسراع، كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ أي يأجوج ومأجوج، مثل مشي السباع، فالنسلان مشي سريع بطريقة معينة مثل الجنود إذا دخلوا أرضاً أو بلداً يمشون بطريقة فيها سرعة وربما حذر، من كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ .
- [1] - رواه أبو داود، كتاب السنة، باب في التخيير بين الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، برقم (4673)، وأحمد في المسند، برقم (10972)، وقال محققوه: "حديث صحيح، وهذا إسناد حسن"، ومسلم، كتاب الفضائل، باب تفضيل نبينا ﷺ على جميع الخلائق، برقم (2278)، بلفظ: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر... .