الإثنين 16 / صفر / 1447 - 11 / أغسطس 2025
وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ قَوْمًا فَٰسِقِينَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله:وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُأي: وأهلكنا قوم نوح من قبل هؤلاء إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ وكل هذه القصص قد تقدمت مبسوطة في أماكن كثيرة من سور متعددة، والله تعالى أعلم.

فالله يذكر في كل موضع ما يليق ويناسب الموضع الذي ذكره، تارة يذكرها مختصرة وتارة يذكرها مبسوطة، في كلٍّ بحسبه.

وقوله:وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ، فـ"إن" هذه تدل على التعليل، يعني أهلكهم الله ؛ لأنهم كانوا قوماً فاسقين، والفسق معروف هو مطلق الخروج، ويطلق على الفسق الأكبر والأصغر، فالفسق هنا هو الفسق الأكبر وهو الكفر بالله -تبارك وتعالى-، ولذلك فإن المثال الذي يذكره الأصوليون كثيراً على مفهوم المخالفة الأولوي الظني، يقولون:إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا[سورة الحجرات:6]، مفهوم موافقة أولوي، يعني من باب أولى إن جاءك كافر تتبين، لكن يقولون: ليس بقطعي؛ لأن الكافر قد يكون عدلاً في دينه يتحرز من الكذب، دينه يحرم عليه الكذب، فلا يُقطع أن التبين مطلوب في مثل هذه الحالة، هكذا يقولون، وهذا المثال فيه نظر؛ لأن الفاسق يطلق على الكافر والعاصي، "إن جاءكم فاسق"، فما يحتاج أن يقال: هذا من باب أولى الكافر نتثبت في خبره.