خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ هذا هو المشهور عند عامة أهل العلم، يعنى صنفين متقابلين، نوعين، الليل والنهار، العافية والمرض، الحر والبرد، الشدة والرخاء، القوة والضعف، وهكذا، خَلَقْنَا ، هذا الذي عليه عامة أهل العلم، وليس الزوج يعني الذكر والأنثى، وإن كان هذا قال به بعض أهل العلم -الذكر والأنثى-، فهذا يوجد في بعض المخلوقات ولا يوجد في بعضها، فكلمة زوج بمعنى صنف، فالله يقول:احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ [سورة الصافات:22] ليس المراد زوجاتهم، قد تكون مؤمنة مثل زوجة فرعون ما تحشر معه، وإنما احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ أي: ونظراءهم، من يشاكلونهم على طريقتهم ودينهم واعتقادهم، فهذا معنى الزوج، وهو أحد الأوجه أيضاً في قوله: وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ[سورة الدخان:54]، يعني: قرناهم، وسيأتي الكلام عليه -إن شاء الله- في سورة الطور.