وقوله:أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ كيف يلقى عليه الوحي والنبوة من بيننا؟ ما مزيته؟بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ الأشر هذه اللفظة تأتي بمعنى التكبر والبطر، وهكذا قول من فسرها بأن المراد بها الفرح، والمقصود به ليس مطلق الفرح، وإنما الفرح الذي يورث الأشر والبطر؛ ولهذا قال الله في قصة قارون حينما قال أولئك الذين ذكّروا من أُعجب به وتمنى مكانه وذكّروه هو قالوا له:لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ[سورة القصص:76] فالفرح معلوم أنه ثلاثة أنواع: الفرح الذي يحبه الله ويؤجر الإنسان عليه،قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ[سورة يونس:58]، والفرح المباح في الأمور المباحة، والفرح المحرم بهزيمة المسلمين واندحارهم وما أشبه ذلك، فهذا قالوا:كَذَّابٌ أَشِرٌ فالفرح الذي يَحمِل على البطر محرم، وهكذا قول من قال: هو البَطِر المتكبر كَذَّابٌ أَشِرٌ وفي الحديث في الدعاء:لم أخرج أشِراً ولا بطِراً[1].
- [1]- رواه ابن ماجه، كتاب المساجد والجماعات، باب المشي إلى الصلاة، رقم (778)، عن أبي سعيد الخدري أن النبي ﷺ قال: من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة، وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت- أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك، وأحمد في المسند، برقم (11157)، وقال محققوه: إسناده ضعيف، وقال الألباني: ضعيف جداً. السلسلة الضعيفة برقم (6252).