النبي بالنسبة لقومه بمنزلة الوالد والأب، والأبوة معروفة أنها نوعان: أبوة تربية، وأبوة ولادة، والنبي بمنزلة الوالد لقومه، ولهذا جاء في القراءة غير المتواترة قراءة أبيّ وقراءة ابن عباس النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أبٌ لهم وأزواجه أمهاتهم، وفي القراءة الثانية النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أبٌ لهم، ويقول: هؤلاء بناتي يعني بنات القبيلة، والمعنى الثاني: أنه قال: هؤلاء بناتي فتزوجوهن، استغنوا بذلك عما حرم الله، لكن لا يمكن لأحد أن يفهم أنه يعرض بناته ليفجروا بهن، هذا لا يمكن ولا يقع من آحاد الناس فضلاً عن أن يقع من نبي كريم، فأعظم الناس غيرة الأنبياء-عليهم الصلاة والسلام.
يعني في قوله فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ يحتمل أن يكون بمعنى العمى، أُخذت الأبصار، وظاهره يدل على ما هو أبلغ من هذا، يعني أنها صارت الوجوه صفحة واحدة ليس فيها شق للعيون أصلاً! ذهبت، وهذا الذي اختاره ابن جرير -رحمه الله.