الأربعاء 21 / ذو الحجة / 1446 - 18 / يونيو 2025
فِيهَا فَٰكِهَةٌ وَٱلنَّخْلُ ذَاتُ ٱلْأَكْمَامِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

فِيهَا فَاكِهَةٌ أي: مختلفة الألوان والطعوم والروائح.

قوله:فَاكِهَةٌ يعني فواكه، ومثل هذا يقصد به الجنس أي فواكه.

وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأكْمَامِ أفرده بالذكر لشرفه ونفعه، رطبا ويابسا.

النخل ثماره من جملة الفواكه، يقال له: فاكهة، لكن أفرده لشرفه فهو أطيبها وأحسنها وأنفعها وأجودها، وكثيراً ما يذكر في القرآن:وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ[سورة ق:10]، وفي الموضع الآخر:وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ[سورة الأنعام:99]، ويمكن أن يقال في الجمع بين الآيتين: إنه في مقام ذكر عظمة الخلق والقدرة وكذا فإن ذلك أبلغ في النخل الطوال، وفي مقام الامتنان بسهولة جنيها، فالنخل القصير الذي يتناوله الإنسان بيده لا يحتاج إلى أن يصعد، ويصير فيه كلفة ومشقة، ومعنى ذَاتُ الْأَكْمَامِ نقل عن ابن عباس -ا- قال: هي أوعية الطلع، والمقصود به ما يخرج من النخلة، مثل اللسان وهو الْأَكْمَامِ جمع "كم" وهو الذي يكون في داخله الطلع، والنخل يكون في أكمامه، هذا الذي يُؤبَّر به النخل، وما يكون فيه الرطب، يكون مثل اللسان يخرج من النخيل، "كم" ويكون فيه الطلع فينشق عنه فيُؤبَّر ثم بعد ذلك يتحول إلى عذق،ذَاتُ الْأَكْمَامِ، ومن أهل العلم من فسره بأعم من هذا، يقول ابن عباس: أوعية الطلع، ومن أهل العلم من قال: النخلة، ولا يبعد هذا التفسير، ليس ببعيد تفسيره بالنخلة، تفسير قريب، وهو الذي اختاره كبير المفسرين ابن جرير -رحمه الله-، وجهوا ذلك فقالوا: يخرج منها هذا الذي كهيئة اللسان ويكون فيه الطلع، وهي أيضاً مغلفة بالليف،وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ، هي مغطاة بالليف، فمن أهل العلم من قال: إنه الليف الذي يغلفها، وابن جرير جمع بين المعنيين قال: النخلة موصوفة بهذا وهذا، فيكون ثمرها في أوله مكتنّا بالكم، وهي نفس النخلة يغلفها الليف، وإنها تخرج من ثمرات الأكمام، فإن هذه يكون الحب في سنبلة وهكذا في أوله، في بدايته.

والأكمام -قال ابن جُرَيْج عن ابن عباس: هي أوعية الطلع، وهكذا قال غير واحد من المفسرين، وهو الذي يطلع فيه القنو ثم ينشق عن العنقود، فيكون بسراً ثم رطباً، ثم ينضج ويتناهى يَنْعُه واستواؤه.