المعنى أنهم قد أترفوا ترفاً لا يحل لهم، مضت حياتهم بالترف والتوسع في الملاذ، فيقال لهم في الآخرة:أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا[سورة الأحقاف:20] كانوا مترفين، والله وصف الكفار بهذا كما وصف به أهل النفاق:وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ[سورة المنافقون:4]؛ لمَا يظهر عليه من أثر الترف، ومن السلف كعمر بن الخطاب من كان يرى أن ذلك يكون نقصاً في حظ صاحبه من الآخرة، يعني حتى المؤمن، فكان يتأول هذه الآية:أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا حتى لو كان ذلك مباحاً، والله يقول:لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ[سورة التكاثر:8]، فكل ذلك مما يحاسب عليه الإنسان، لكن يجوز للإنسان أن يأكل الطيبات فكان النبي ﷺ يحب الحلو البارد ويحب الحلوى ولم يكن يمنع نفسه، ويحرم على نفسه ﷺ شيئاً من الطيبات، وكان يعجبه النساء والطيب:حُبب إلىّ من دنياكم النساء والطيب[1]، لكن هؤلاء تركوا الله والدار الآخرة واشتغلوا بتتريف الأجسام على حساب آخرتهم فكان هذا جزاءهم إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ.
- رواه النسائي، كتاب عشرة النساء، باب حب النساء، برقم (3939)، وأحمد في المسند، برقم (12293)، وقال محققوه: إسناده حسن، وقال الألباني: حسن صحيح، في تحقيق مشكاة المصابيح، برقم (5261).