الجمعة 01 / محرّم / 1447 - 27 / يونيو 2025
وَكَانُوا۟ يُصِرُّونَ عَلَى ٱلْحِنثِ ٱلْعَظِيمِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وَكَانُوا يُصِرُّونَ أي: يُصَمِّمون ولا ينوون توبة عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ وهو الكفر بالله، وجعل الأوثان والأنداد أربابًا من دون الله.

قال ابن عباس:الْحِنْثِ الْعَظِيمِ: الشرك، وكذا قال مجاهد، وعكرمة، والضحاك، وقتادة، والسُّدِّيّ، وغيرهم.

من أهل العلم من فسر عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ باليمين الغموس، ومنهم من فسره بالذنب العظيم، وهذا هو الأقرب -والله تعالى أعلم-، وهؤلاء السلف الذين فسروه بالكفر أو الشرك فسروه بنوع منه وغير الذي يوجب هذا، وليس كل ذنب يجعل صاحبه بهذا مخلداً في النار فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ۝ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ۝ لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ، وإنما هو الشرك بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ[سورة البقرة:81] فأحاطت به خطيئته يعني الشرك والكفر بالله -تبارك وتعالى-،وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ الذنب العظيم وهو الكفر والشرك بالله تعالى؛ ولهذا عوقبوا بالخلود؛ لأنهم مهما بقوا في الحياة فإنهم سيبقون على الشرك، فهم مصرون عليه غاية الإصرار، والعزم ينزل منزلة الفعل القاتل والمقتول في النار[1]، وبيّن ﷺ أنه كان حريصاً –أي المقتول- على قتل صاحبه فدخل النار بهذا السبب فهؤلاء مهما بقوا سيبقون على كفر، ولو ردوا إلى الدنيا لعادوا مرة ثانية إلى كفرهم.

  1. رواه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، برقم (2888).