الخميس 22 / ذو الحجة / 1446 - 19 / يونيو 2025
لِّئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَٰبِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَىْءٍ مِّن فَضْلِ ٱللَّهِ ۙ وَأَنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

ولهذا قال تعالى:لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ أي: ليتحققوا أنهم لا يقدرون على رَدّ ما أعطاه الله، ولا إعطاء ما منع الله،وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.

آخر تفسير سورة الحديد، ولله الحمد والمنة.

قوله:لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ قال: أي: ليتحققوا أنهم لا يقدرون على رد ما أعطاه الله، ولا إعطاء ما منع الله، بهذا الاعتبار الذي مشى عليه الحافظ ابن كثير -رحمه الله- تكون "لا" هذه صلة، يعني: أنها زائدة إعراباً، جيء بها للتأكيد، فالمعنى: إذا حذفت "لا"لِئَلا يَعْلَمَ، أي: ليعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله، يعلمون يعني من أجل أن يعلموا أنهم لا يقدرون على أن ينالوا شيئاً من فضل الله ولا يمنعوا شيئاً من فضل الله على أحد، وهذا الذي عليه عامة المحققين وأكثر المفسرين، وهو اختيار كبير المفسرين ابن جرير -رحمه الله-، ومنهم من جعل "لا" هذه نافية لِئَلا يَعْلَمَ وأبقاها وأثبتها، لكن المعنى -والله أعلم- فيه تكلف.