ثم قال تعالى:لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أي: لا يوادون المحادين ولو كانوا من الأقربين، كما قال تعالى:لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ[سورة آل عمران:28] الآية، وقال الله تعالى:قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ[سورة التوبة:24].
وقد قال سعيد بن عبد العزيز وغيره: أنزلت هذه الآية لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ إلى آخرها في أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح، حين قتَل أباه يوم بدر؛ ولهذا قال عمر بن الخطاب حين جعل الأمر شورى بعده في أولائك الستة : "ولو كان أبو عبيدة حيًّا لاستخلفته".
وقيل في قوله تعالى:وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ: نزلت في أبي عبيده قتل أباه يوم بدر أَوْ أَبْنَاءَهُمْ في الصديق هَمَّ يومئذ بقتل ابنه عبد الرحمن،أَوْ إِخْوَانَهُمْ في مصعب بن عمير، قتل أخاه عبيد بن عمير يومئذ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ في عمر قتل قريبا له يومئذ أيضًا، وفي حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث قتلوا عتبة وشيبة والوليد بن عتبة يومئذ، فالله أعلم.
قلت: ومن هذا القبيل حين استشار رسول الله ﷺ المسلمين في أسارى بدر، فأشار الصديق بأن يفادوا، فيكون ما يؤخذ منهم قوة للمسلمين، وهم بنو العم والعشيرة، ولعل الله تعالى أن يهديهم، وقال عمر: لا أرى ما رأى يا رسول الله، هل تمكنني من فلان -قريب لعمر- فأقتله، وتمكن عليًا من عقيل، وتمكن فلانًا من فلان؟، ليعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين... القصة بكاملها.
قوله -تبارك وتعالى-:لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، مثل هذا الأسلوب يدل على التحريم، كما ذكر الحافظ ابن القيم -رحمه الله- في بدائع الفوائد في صيغ الإيجاب، وصيغ التحريم، والصيغ الدالة على الإباحة، مثل هذا لا يكون لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ إلى آخره، فهنا وجه الارتباط بين هذه الآية وما قبلها: لما تجلى مما سبق وظهر جلياً أن حزب الله هم الغالبون، وهم الفائزون، وهم المفلحون، وأن من عداه كان خاسراً كان نتيجة ذلك التحذير من موالاة أعداء الله، وجاء ذلك في سياق النفي لَا تَجِدُ قَوْمًا مبالغة في النهي عنه،يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، يوادون الود والمودة هي أخذ من مطلق المحبة، يعني: محبة خاصة فيها ميل إلى هذا المحبوب، فيها إيثار له على غيره، فيها تقديم له على غيره، {يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} كما قال الله في سورة الممتحنة:تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ[سورة الممتحنة:1]، فالود خالص المحبة، هو من المحبة بمنزلة الرأفة من الرحمة، الرأفة رحمة رقيقة، والود خالص المحبة، وخالص المحبة هذا لا يعطى للكافرين، لكن يبقى هل للكفار من مطلق المحبة من غير مودة؟، هل يسوغ هذا أو لا يسوغ؟ محبة وليست مودة، بعض أهل العلم يمنع من هذا مطلقاً، وقيل: إن المودة هي الموالاة وهي المحرمة، وأما مطلق المحبة -وليست المحبة المطلقة- فهذا لا إشكال فيه، باعتبار أن المحبة تكون طبيعية بين الأب والولد، المحبة العادية، المحبة الطبيعية، يعني الآن يجوز أن يتزوج الإنسان بالكتابية أليس كذلك؟، وهذه التي يتزوجها يحبها أو ما يحبها؟ نقول له: تزوْجها ولا تحبها، انتبه، ما يجوز، يمكن هذا؟! لكن إن كان يؤثرها على غيرها، يطلعها على أسرار المسلمين، يؤثرها عليهم، يحب لها الظهور، والتقدم وما إلى ذلك، هذه مودة، هذا لا يجوز، هنا قال:وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ إلى آخره، فهنا ابتدأ بالآباء الأصول ثم هم سبب وجودهم، ثم الأبناء الذين هم امتداد لهم، وفرع عنهم، وهم أعلق بالقلب، محبة الآباء فيها شيء من الإجلال والتعظيم، محبة الأبناء شفقة، فهم يعلقون بالقلب، ثم ثلّثَ بالإخوان؛ لأنهم بمنزلة العضد والناصر، ثم بعد ذلك ربّعَ بالعشيرة؛ لأنه جرت العادة أنه يستغاث بهم ويستنصر بهم، ولاحظ هذا الترتيب بهذه الطريقة، لكن في اليوم الآخر يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ[سورة عبس:34-35]، فذكر الأخ قبل الأب والأم في سورة عبس، وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يقول: إنه ذكر الأخ قبل الأم والأب بأي باعتبار؟ باعتبار أنه لو ذكر الأم والأب قبل "يوم يفر المرء من أخيه" عرف أنه سيفر من البقية، من الإخوان وأبناء العم والعشيرة من باب أولى، فهنا وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ، لكن مثل هذه الملاحظ أو النكات البلاغية لماذا قدمّ هذا على هذا هي احتمالات، ولا يقطع بها، وإلا لو تأملتها من موضع لآخر لربما يطرأ بعض الإشكال على ما يذكر أو ما قد يذكر من التعليل والتوجيه، والله تعالى أعلم، هكذا يقول بعض أهل العلم، ما ظهر وجهه من هذا قُبل، وما لم يظهر لم يقبل.
العشيرة أَوْ عَشِيرَتَهُمْ، العشيرة هم جماعة الرجل وأهله الذين يتكثر بهم، يعني كأنهم يصيرون بالنسبة إليه كالعدد الكامل، فالعشرة عدد كامل، فتقال العشيرة لكل قرابة الرجل الذين يتكثر بهم، وأصل هذه المادة تدل على معاشرة ومخالطة، فالقبيلة أوسع من العشيرة، القبيلة ما يخالطهم، لكن العشيرة أدنى وأقرب إليه من القبيلة، هم جزء من القبيلة، فهؤلاء الذين يحصل بينهم مخالطة ومعاشرة، يعاشر بعضهم بعضاً، يقال لهم ذلك، يعني عندنا التقسيم مثلاً: شعب وقبيلة وعمارة، العمائر، والبطن، الفخذ، وبعد ذلك تجيء العشيرة، فهي بهذا الترتيب، لمداخلة ومعاشرة، وقد تقال العشيرة لمن أمرهم واحد،أَوْ عَشِيرَتَهُمْ.
وقوله تعالى:أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ أي: من اتصف بأنه لا يواد من حاد الله ورسوله ولو كان أباه أو أخاه فهذا ممن كتب الله في قلبه الإيمان، أي: كتب له السعادة وقررها في قلبه وزين الإيمان في بصيرته.
وقال السدي:كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ جعل في قلوبهم الإيمان.
هنا أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ لما كان لا يَحمل على هذا أي مقاطعة الأهل والعشيرة والقرابات والأب والأم إلى آخره لله وفي الله إذا كانوا على غير دينه، لا يحمل على هذا إلا الإيمان الثابت القوي، قال:أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ، بعضهم يقول: أثبت الإيمان في قلوبهم،وبعضهم يقول:جعله،فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ[سورة آل عمران:53] يعني:اجعلنا،فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ[سورة الأعراف:159] يعني: سأجعلها مثلاً، وبعضهم يقول:أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ[سورة المجادلة:22] يعني: جمع في قلوبهم الإيمان باعتبار أن أصل مادة "كتب" تدل على جمع، أنهم كتيبة في الجيش، مجموعة من الجند ينضم بعضهم إلى بعض، والكُتبَة التي يربط بها في السقاء، يعني رأس القربة يقال لها: كُتبَة.
مَا بَالُ عَيْنِكَ مِنْهَا الْمَاءُ يَنْسَكِبُ | كَأَنَّهُ مِنَ كُلى ً مَفْرِيَّة ٍ سَرِبُ |
يعني الآن لأنها تضم أطراف السقاء، ولهذا يقال في الخياطين لغز:
وكاتِبينَ وما خطّتْ أنامِلُهُمْ | حرْفاً ولا قرَءوا ما خُطّ في الكُتُبِ |
يعني مَن هم؟
يعني الخياطين يجمعون أطراف الثوب يخيطونه، وهم ما يعرفون القراءة والكتابة مثلاً، من هو الكاتب الذي ما يعرف يقرأ ولا يكتب وما خط حرفاً ويقال له كاتب؟ الخياط، فبعضهم يقول: ضَمّ،كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ جمعه في قلوبهم، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- فسرها بآية الحجرات وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ[سورة الحجرات:7]، كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ يعني: حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم.
وقال ابن عباس:وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ أي: قواهم.
وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُقواهم بروح منه، وبعضهم فسره بالنصر كما يقول الحسن البصري، وبعضهم قال بالقرآن وحجج القرآن كما يقول الربيع بن أنس، وبعضهم يقول: بنور وإيمان وبرهان وهدى كما يقول ابن جرير، وبعضهم يقول: برحمة، وبعضهم يقول: بِرُوحٍ مِنْهُالذي هو جبريل، هو روح الله، روح القدس،وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ قواهم بنصره وتأييده وأنزل عليهم ألطافه مما يحصل به الثبات واليقين، فربط على قلوبهم وثبت إيمانهم.
وقوله تعالى:وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ كل هذا تقدم تفسيره غير مرة.
إي نعم، يعني وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ لما أخبر ما لهم في الدنيا كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ هذا في الدنيا، ذكر ما لهم في الآخرة:وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ، وذكر الخلود،خَالِدِينَ فِيهَا، فلما كان النعيم لا يكتمل إلا بالبقاء الدائم بحيث إنه لا يفارقه كان ذلك مذكوراً هنا خَالِدِينَ فِيهَا؛ لأن الإنسان إذا تذكر أنه يفارق النعيم تبددت سعادته وراحته، ولم يهنأ بهذا النعيم، فهذا ينغص على أهل النعيم نعيمهم، كما قال الشاعر:
لا أرى الموتَ يَسبقُ الموتَ شيءٌ | نغّص الموتُ ذا الغِنى والفقيرا |
فإذا تذكر الغني وهو يعيش في القصور والنعيم والملاذ أنه سيفارقه وأن الموت سيأتي تنغص، وإذا كان الناس يهنئون بالاجتماع، اجتماع شمل الأسرة من كل مكان جاءوا فاجتمعوا، فإذا تذكروا اللحظة التي سيفارقون فيها ويتفرقون، ويذهب هذا ويسافر هذا يحزنون، وتذهب وتتبدد هذه السعادة والراحة واللذة، ولهذا كان بعض الشعراء يذكر أنه يحب أيام الفراق علّ الله أن يأذن بعدها بالاجتماع وبالتلاقي، ويكره أيام الاجتماع واللقاء لما يعقبها من الافتراق، فهنا الخلود، ولما كان هذا لا يكتمل إلا بالرضا قال:رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، فهذا النعيم لا يكتمل لهم حقيقة إلا برضا مالكها، الإنسان قد يقيم في أحسن الأماكن، وأعظم النعيم، ولكن إذا لم يكن ذلك برضا واضح من مالكها يبقى قلقاً، الآن لو أن الإنسان ذهب وجلس في مكان، جلس في استراحة، في شاليه، في كذا، ولم يؤذن له فيه، وجد الباب مفتوحاً ودخل، فارغة، خاوية، ودخل فيها، يجلس وهو قلق أو يجلس وهو قرير العين؟ قلق، يشعر أنه كل لحظة سيأتيه من يقول له: هذا المكان ليس لك، ولو أنه دخل في مزرعة وفرش البسط وجلس ووضع المراكي، والمزرعة ليست له، وجد الباب مفتوحاً ودخل ورأى هذا الخَضار، وهذه الأماكن الجميلة وجلس فيها في يوم غائم، يجلس قلقاً؛ لأن هذا المكان ليس له إذن فيه، ولا رضا من مالكه، فيقلق، فهنا كذلك، ثم أيضاً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، لاحظ كلام ابن كثير قال: فيه سر بديع.
إبراهيم ﷺ لما هجر قومه وما يعبدون من دون الله، لما هجر الأهل والوطن والعشيرة عوضه الله بالذرية الطيبة الصالحة الذين ينسونه ما ترك لله من أهل ووطن وعشيرة، وهذا له نظائر، والشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله- في القواعد الحسان عقد بهذا العنوان ترجمة: أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وذكر شواهد من هذا القرآن، يحسن مراجعته، هو معنى لطيف جيد.
وقوله تعالى:أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أي: هؤلاء حزبُ الله، أي: عباد الله وأهل كرامته.
وقوله تعالى:أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ تنويه بفلاحهم وسعادتهم ونصرهم في الدنيا والآخرة، في مقابلة ما أخبر عن أولائك بأنهم حزب الشيطان، ثم قال:أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ.
آخر تفسير سورة المجادلة، ولله الحمد والمنة.
والفلاح هو تحصيل المطلوب والنجاة من المرهوب، أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ أولائك خاسرون، وهؤلاء مفلحون، ونفس التركيب أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، جاء بـ"هم" وأدخل "ال" يعني كأنه لا مفلح إلا هم، أو أن هؤلاء حصّلوا الوصف الكامل، هم المستحقون للفلاح الحقيقي الكامل وهم حزب الله تعالى، وهم أهل طاعته والإيمان به.