وقوله تعالى:لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أي: لا يستوي هؤلاء وهؤلاء في حكم الله تعالى يوم القيامة.
هو ليس فقط يوم القيامة، نعم يوم القيامة بلا شك، ولكن نفي الاستواء يحمل على أعم معانيه، لا يستوون في شيء، لا يستوون في أعمالهم، لا يستوون في حالهم، لا يستوون في نعيمهم في الدنيا، لا يستوون في حالهم ونعيمهم في البرزخ، ولا يستوون في المحشر، فهؤلاء يأتون في حال من الأمن، وأولئك يأتون في حال من الخوف الشديد، ولا يستوون في منازلهم في الجنة والنار،لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِوكلمة أصحاب هنا -كما سبق- تدل على الخلود والملازمة، أصحاب النار وأصحاب الجنة.
هذه الآية:لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ استدل بها أصحاب الشافعي -رحمه الله- على أن المؤمن لا يقتل بالكافر قصاصًا؛ لأنهم لا يستوون، لا يكافئه، والعلماء يتكلمون على مسائل مثل: لماذا بدأ بأصحاب النار لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ؟ فيذكرون بعض المعاني قد يكون بعضها صحيحًا وقد يكون بعضها متكلفًا، راجع مثلًا تفسير القاسمي تكلم على هذه الجزئية، لماذا قدم هذا على هذا؟