الأحد 13 / ذو القعدة / 1446 - 11 / مايو 2025
وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ ءَايَةٍ مِّنْ ءَايَٰتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا۟ عَنْهَا مُعْرِضِينَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

قال المفسر - رحمه الله تعالى - في تفسير قوله تعالى: وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ ۝ فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ۝ أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ [سورة الأنعام:4-6].
يقول تعالى مخبراً عن المشركين المكذبين المعاندين: إنهم مهما أتتهم من آية أي: دلالة، ومعجزة، وحجة من الدلالات على وحدانية الله، وصدق رسله الكرام؛ فإنهم يعرضون عنها، فلا ينظرون إليها، ولا يبالون بها".

مرات الإستماع: 0

"وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ من الأولى زائدة، والثانية للتبعيض، أو لبيان الجنس."

من الأولى هي التي تأتي قبل النكرة في سياق النفي، فيكون ذلك للتنصيص في العموم، يعني: هي تنقل اللفظ من الظهور في العموم إلى التنصيص الصريح في العموم، يسمونها زائدة يعني: إعرابًا، وإلا من جهة المعنى فهي للتنصيص الصريح في العموم وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ والأصل: وما تأتيهم آيةٌ، فهي نكرة في سياق النفي، فإذا دخلت عليها من فذلك أقوى في العموم، والثانية للتبعيض مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ أو لبيان الجنس.