ويقال: إن التدبير مأخوذ من هذا باعتبار أنه إحكام عواقب الأمور، بمعنى أنه يرتب، ويدبر أوائلها لتصح له عواقبها، فيقال: فلان حسن التدبير لأمر المعيشة، وفلان سيئ التدبير.
فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ [الأنعام: 45] قطع الدابر، هذه اللفظة الدال، والباء، والراء، تدل على مؤخر الشيء، وقد مضى الكلام في الغريب على هذا، فإذا قيل: قطع دابرهم، يعني: استأصلوا عن آخره، لم يبق منهم أحد، يعني حصل لهم إبادة، استئصال، هذا هو المراد، يقال: قطع الله دابره، بمعنى: الاستئصال، والاجتثاث بالكلية، يعني: لا يبقى منهم مخبر، ولا أحد.
في الحديث: إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج ثم تلا رسول الله ﷺ: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ [الأعراف: 165][1] فهذا كله على سبيل الاستدراج، ثم بعد ذلك يحصل العذاب.