الثلاثاء 01 / ذو القعدة / 1446 - 29 / أبريل 2025
فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ ۚ وَٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

قوله تعالى: فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الأنعام:45] أي: قطع آخرهم؛ لأن الدابر هو الآخر، والمعنى أنهم استؤصلوا استئصالاً فلم يبق منهم أحد.
ويقال: إن التدبير مأخوذ من هذا باعتبار أنه إحكام عواقب الأمور، بمعنى أنه يرتب، ويدبر أوائلها لتصح له عواقبها، فيقال: فلان حسن التدبير لأمر المعيشة، وفلان سيئ التدبير.

مرات الإستماع: 0

"دابِرُ الْقَوْمِ [الأنعام 45] آخرهم، وذلك عبارة عن استئصالهم بالكلية."

فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ [الأنعام: 45] قطع الدابر، هذه اللفظة الدال، والباء، والراء، تدل على مؤخر الشيء، وقد مضى الكلام في الغريب على هذا، فإذا قيل: قطع دابرهم، يعني: استأصلوا عن آخره، لم يبق منهم أحد، يعني حصل لهم إبادة، استئصال، هذا هو المراد، يقال: قطع الله دابره، بمعنى: الاستئصال، والاجتثاث بالكلية، يعني: لا يبقى منهم مخبر، ولا أحد.

"قوله: وَالْحَمْدُ لِلَّهِ شكر على هلاك الكفار فإنه نعمة على المؤمنين، وقيل: إنه على ما تقدم من الملاطفة في أخذه لهم بالشر ليزدجروا، أو بالخير ليشكروا حتى وجب عليهم العذاب بعد الإنذار، والإعذار."

في الحديث: إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج ثم تلا رسول الله ﷺ: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ [الأعراف: 165][1] فهذا كله على سبيل الاستدراج، ثم بعد ذلك يحصل العذاب. 

  1. أخرجه أحمد (28/547) رقم: (17311).