من جملة الأنبياء الذين ذكرهم الله تعالى في هذه الآيات إلياس واليسع - عليهما السلام -، فإلياس - عليه الصلاة والسلام - هو من الأنبياء بلا شك، لكن بعضهم يقول هو من ولد إسماعيل، وبعضهم يقول هو من ولد إسحاق، والمشهور أن إسماعيل ﷺ لم يكن في عقبه نبي سوى النبي محمد ﷺ، ولذلك يقول بعضهم إن إلياس من سبط يوشع بن نون أي من ولد إسحاق فهو من جملة أنبياء بني إسرائيل.
وأما اليسع ففي قراءة أخرى (الليسع)، فبعضهم يقول: هو إلياس، وهذا عجيب وغريب غاية الغرابة؛ لأن الله ذكره بهذا السياق، وذكر إلياس، فلا يمكن أن يكون ذكره مرتين، فهو نبيٌ آخر غير إلياس، وبعضهم يقول هو صاحب إلياس، وبعضهم يقول: إن إلياس هو إدريس، وهذا أيضاً غير صحيح، وبعضهم يقول: إلياس هو الخضر، وهذا غير صحيح أيضاً، والخضر مختلف فيه هل هو نبي أو ليس نبياً، وبعضهم يقول: اليسع هو الخضر، وهذا كله غير صحيح أيضاً.
فالحاصل أن إلياس واليسع - عليهما الصلاة والسلام - من الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وليس عندنا تفاصيل كثيرة عن نسبهما، وحياتهما، وما يتعلق بهما، فالله تعالى أعلم، لكنهم من الأنبياء قطعاً، وليس من المشكوك في نبوتهم كما هو الحال في الخضر فإنه مختلف فيه هل هو من الأنبياء أم لا؛ فهؤلاء ذكرهم الله في سياق الأنبياء، وقد قال الله تعالى للنبي ﷺ: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ [سورة الأنعام:90]، وأخبر أنه آتاهم الكتاب، والحكم، والنبوة، وذلك يرجع إلى جميعهم، والله تعالى أعلم.