الخميس 15 / ذو الحجة / 1446 - 12 / يونيو 2025
فِى جَنَّةٍ عَالِيَةٍ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"قال الله - تعالى -: فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ أي: مرضية، فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ أي: رفيعة قصورها، حسان حورها، نعيمة دورها، دائم حبورها".

قوله - تبارك وتعالى -: فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ قال هنا: أي: مرضية، هذا الذي فسره به أيضًا بعض أصحاب معاني القرآن مثل: الزجاج، والفراء، راضية أي مرضية، مثل: مَّاء دَافِقٍ [سورة الطارق:6] أي مدفوق.

العيشة نسب إليها الرضا، أضاف إليها الرضا، والواقع أنها عيشة مرضية، وبعض أهل العلم يقول: عيشة راضية أي ذات رضا، وابن جرير - رحمه الله - يذكر قاعدة في هذا الباب يقول: وصفت العيشة بالرضا وهي مرضية؛ لأن ذلك مدح للعيشة، مدحها فأضاف ذلك إليها فقال: راضية، يقول: والعرب تفعل ذلك في المدح، والذم، يعني في هذين المقامين في المدح، والذم، فيقولون: هي عيشة راضية يقصدون بذلك إضافة هذا إليها، إذا كانت العيشة راضية فذلك يرجع إلى صاحبها أنه يكون في حال من الرضا عما جازاه الله به.

"وقد ثبت في الصحيح أن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض[1]".
  1. رواه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب درجات المجاهدين في سبيل الله، يقال: هذه سبيلي وهذا سبيلي، برقم (2790)، ومسلم، كتاب الإمارة، باب بيان ما أعده الله - تعالى - للمجاهد في الجنة من الدرجات، برقم (1884).