قوله - تبارك وتعالى -: فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ قال هنا: أي: مرضية، هذا الذي فسره به أيضًا بعض أصحاب معاني القرآن مثل: الزجاج، والفراء، راضية أي مرضية، مثل: مَّاء دَافِقٍ [سورة الطارق:6] أي مدفوق.
العيشة نسب إليها الرضا، أضاف إليها الرضا، والواقع أنها عيشة مرضية، وبعض أهل العلم يقول: عيشة راضية أي ذات رضا، وابن جرير - رحمه الله - يذكر قاعدة في هذا الباب يقول: وصفت العيشة بالرضا وهي مرضية؛ لأن ذلك مدح للعيشة، مدحها فأضاف ذلك إليها فقال: راضية، يقول: والعرب تفعل ذلك في المدح، والذم، يعني في هذين المقامين في المدح، والذم، فيقولون: هي عيشة راضية يقصدون بذلك إضافة هذا إليها، إذا كانت العيشة راضية فذلك يرجع إلى صاحبها أنه يكون في حال من الرضا عما جازاه الله به.
- رواه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب درجات المجاهدين في سبيل الله، يقال: هذه سبيلي وهذا سبيلي، برقم (2790)، ومسلم، كتاب الإمارة، باب بيان ما أعده الله - تعالى - للمجاهد في الجنة من الدرجات، برقم (1884).