هنا قوله - تبارك وتعالى -: ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ السلسلة معروفة ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا هذا الذراع ما مقداره؟ هل هو ذراع الإنسان الذي يبلغ ما يقرب من نصف متر يعني خمسة وثلاثين متراً؟ النبي ﷺ أخبر أن مقعد الكافر في النار كما بين مكة والمدينة يعني ما يقرب من أربعمائة وخمسين كيلو متراً، وأن ضرسه مثل جبل أحد[2]، فهنا فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فكعب الأحبار يقول: "كل حلقة منها قدر حديد الدنيا" يعني ليس هذه بذراع الإنسان، وقال العوفي عن ابن عباس وابن جريج: "بذراع الملَك"، ما مقدار ذراع الملَك؟ الله أعلم، والحسن البصري - رحمه الله - يقول: "الله أعلم بأي ذراع هو"، يعني هل هو ذراع الملك أو غيره؟ الله أعلم "سبعون ذراعًا" ومن المعلوم أن العرب تعبر بالسبعين وتقصد أيضًا الكثرة، فهذا يحتمل، وابن جرير قال بنحو قول الحسن البصري، يعني: الله أعلم بأي ذراع، هذا الذراع بأي اعتبار؟ ملك أو غير ذلك؟ "سبعون ذراعًا فاسلكوه"، أما الحديث الذي ذكره عن عبد الله بن عمرو فضعفه بعض أهل العلم، وبعضهم حسنه، محقق المسند حسن هذا الحديث، والشيخ ناصر الدين الألباني - رحمه الله - ضعفه.
- رواه أحمد في المسند، برقم (6856)، وقال محققوه: "إسناده حسن"، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع، برقم (4805).
- رواه مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، برقم (2851).