السبت 16 / محرّم / 1447 - 12 / يوليو 2025
وَنَزَعَ يَدَهُۥ فَإِذَا هِىَ بَيْضَآءُ لِلنَّٰظِرِينَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

وقوله: وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ [سورة الأعراف:108] أي: أخرج يده من درعه بعدما أدخلها فيه فإذا هي بيضاء تتلألأ من غير برَص ولا مرض، كما قال تعالى: وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ الآية [سورة النمل:12].
وقال ابن عباس - ا - في حديث الفتون: مِنْ غَيْرِ سُوءٍ [سورة النمل:12] يعني من غير برص، ثم أعادها إلى كمِّه فعادت إلى لونها الأول، وكذا قال مجاهد وغير واحد.

قوله تعالى: وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ [سورة النمل:12] هذه آية غير الآية التي في قوله تعالى: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ [سورة القصص:42] فالأولى هي أنه كان إذا أدخل يده في جيبه ثم أخرجها صار لها نور ساطع، أما الثانية فهي أنه إذا أصابه شيء من الخوف فضمَّ إليه جناحه اطمأنت نفسه وذهب عنه ما يجد من الخوف، فإذا جاء إلى فرعون أعتى أهل الأرض فإنه يصيبه ما يصيبه من الخوف الذي ذكره الله في قوله: إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى [سورة طـه:45] فالله قال: لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [سورة طـه:46] وأرشده إلى أنه إذا ضم إليه جناحه ذهب عنه هذا الخوف، فالمقصود أن هذه الآية غير إدخال اليد في الجيب.

مرات الإستماع: 0

"وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ [الأعراف: 108] وكان موسى شديد الأدمة، فأظهر يده لفرعون، ثم أدخلها في جيبه، ثم أخرجها، وهي بيضاء، شديدة البياض، كاللبن، أو أشد بياضًا".

نزع يده يعني أخرجها، وأظهرها، قوله: شديد الأدمة، يعني السمرة.

"وقيل: إنها كانت منيرةً شفافة كالشمس، وكانت ترجع بعد ذلك إلى لون بدنه.

قوله تعالى: لِلنَّاظِرِينَ [الأعراف: 108] مبالغةٌ في وصف يده بالبياض، كأن الناس يجتمعون للنظر إليها، والتعجب منها".

كما قال الله : اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ [القصص: 32] يعني ليس به برص، وهذا يشعر بأن البياض على ظاهره، وليس كما قيل: بأنها شفافة كالشمس، وهذا غير قوله: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ [القصص: 32] فهما آيتان.