وقال ابن عباس - ا - في حديث الفتون: مِنْ غَيْرِ سُوءٍ [سورة النمل:12] يعني من غير برص، ثم أعادها إلى كمِّه فعادت إلى لونها الأول، وكذا قال مجاهد وغير واحد.
قوله تعالى: وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ [سورة النمل:12] هذه آية غير الآية التي في قوله تعالى: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ [سورة القصص:42] فالأولى هي أنه كان إذا أدخل يده في جيبه ثم أخرجها صار لها نور ساطع، أما الثانية فهي أنه إذا أصابه شيء من الخوف فضمَّ إليه جناحه اطمأنت نفسه وذهب عنه ما يجد من الخوف، فإذا جاء إلى فرعون أعتى أهل الأرض فإنه يصيبه ما يصيبه من الخوف الذي ذكره الله في قوله: إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى [سورة طـه:45] فالله قال: لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [سورة طـه:46] وأرشده إلى أنه إذا ضم إليه جناحه ذهب عنه هذا الخوف، فالمقصود أن هذه الآية غير إدخال اليد في الجيب.