يقول تعالى ممتناً على بني إسرائيل بما حصل لهم من الهداية، بتكليمه موسى وإعطائه التوراة وفيها أحكامهم وتفاصيل شرعهم، فذكر تعالى أنه واعد موسى ثلاثين ليلة، قال المفسرون: فصامها موسى وطواها، فلما تم الميقات استاك بلحاء شجرة، فأمره الله تعالى أن يكمل بعشر أربعين، فلما تم الميقات وعزم موسى الذهاب إلى الطور كما قال تعالى: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ [سورة طـه:80] فحينئذ استخلف موسى على بني إسرائيل أخاه هارون، ووصاه بالإصلاح وعدم الإفساد، وهذا تنبيه وتذكير وإلا فهارون نبي شريف كريم على الله له وجاهة وجلالة -صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء.
من أهل العلم من يقول: إن موسى أُعطي التوراة والألواح، وأن الألواح غير التوراة، والعلم عند الله وورد في هذا آثار لا تخلو من ضعف، وبعض هذه الأحاديث قد تصل إلى درجة الحسن.