الأحد 06 / ذو القعدة / 1446 - 04 / مايو 2025
وَوَٰعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَٰثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَٰهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَٰتُ رَبِّهِۦٓ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَٰرُونَ ٱخْلُفْنِى فِى قَوْمِى وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ ٱلْمُفْسِدِينَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ [سورة الأعراف:142].
يقول تعالى ممتناً على بني إسرائيل بما حصل لهم من الهداية، بتكليمه موسى وإعطائه التوراة وفيها أحكامهم وتفاصيل شرعهم، فذكر تعالى أنه واعد موسى ثلاثين ليلة، قال المفسرون: فصامها موسى وطواها، فلما تم الميقات استاك بلحاء شجرة، فأمره الله تعالى أن يكمل بعشر أربعين، فلما تم الميقات وعزم موسى الذهاب إلى الطور كما قال تعالى: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ [سورة طـه:80] فحينئذ استخلف موسى على بني إسرائيل أخاه هارون، ووصاه بالإصلاح وعدم الإفساد، وهذا تنبيه وتذكير وإلا فهارون نبي شريف كريم على الله له وجاهة وجلالة -صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء.

من أهل العلم من يقول: إن موسى أُعطي التوراة والألواح، وأن الألواح غير التوراة، والعلم عند الله وورد في هذا آثار لا تخلو من ضعف، وبعض هذه الأحاديث قد تصل إلى درجة الحسن.

مرات الإستماع: 0

"وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً [الأعراف: 142] رُوِي أن الثلاثين هي شهر ذي القعدة، والعشر بعدها هي العشر الأُول من ذي الحجة، وذلك تفصيل للأربعين المذكورة في البقرة."

فهذا القول: بأن الثلاثين هي من شهر ذي القعدة، وأن العشر هي عشر ذي الحجة، مروي عن جماعة من السلف  كابن عباس، ومسروق، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح[1] وأبي العالية[2] ومقاتل بن سليمان، وغير هؤلاء، وهذا بيانٌ لما أُجمِل في قوله - تبارك، وتعالى - في سورة البقرة: أَرْبَعِينَ لَيْلَة [البقرة: 51] فهي ثلاثون، وأُتِمت بالعشر، ويذكرون في سبب تتميمها بعشر أقاويل مرجعها - والله تعالى أعلم - إلى أخبار بني إسرائيل.

"قوله تعالى: مِيقاتُ رَبِّهِ [الأعراف: 142] أي: ما وقَّت له من الوقت لمناجاته في الطور.

قوله تعالى: اخْلُفْنِي [الأعراف: 142] أي: كن خليفتي على بني إسرائيل مدة مغيبي." 

  1. تفسير القرطبي (7/274) وتفسير ابن أبي حاتم - محققا (5/1556).
  2. تفسير ابن أبي حاتم - محققا (5/1557).