الجمعة 15 / محرّم / 1447 - 11 / يوليو 2025
يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَىٰهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّى ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْـَٔلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [سورة الأعراف:187]
يقول تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ كما قال تعالى: يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ [سورة الأحزاب:63] قيل: نزلت في قريش، وقيل: في نفر من اليهود، والأول أشبه؛ لأن الآية مكية، وكانوا يسألون عن وقت الساعة استبعاداً لوقوعها وتكذيباً بوجودها، كما قال تعالى: وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [سورة الملك:25]، وقال تعالى: يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ [سورة الشورى:18].

الذين كانوا يسألون النبي ﷺ عن الساعة منهم من سأله سؤال تكذيب واستبعاد، ومنهم من سأل سؤال مستخبر ومستعلم، فقد جاء أعرابي يسأل النبي ﷺ عن الساعة، وجاء جبريل وسأل النبي ﷺ عن الساعة؛ لتعليم الناس أن هذا الأمر مما اختص الله به.
والساعة اسم من أسماء القيامة كما هو معلوم، وسميت بهذا الاسم لسرعة وقوعها، كما دلت الأحاديث على هذا المعنى، فربما ينشر الرجلان الثوب يتبايعانه فلا يتم البيع، وربما يصلح الرجل حوضه فلا يسقي منه، وربما أخذ الرجل  بلبن لقحته ولا يشربه.
وقيل: سميت الساعة بهذا الاسم؛ لسرعة وقوع الحساب فيها، فحساب جميع النفوس عند الله كحساب نفس واحدة، وقيل: لأنها مؤقتة بوقت، وما كان كذلك فإنه يقال له: الساعة.

وقوله: أَيَّانَ مُرْسَاهَا [سورة الأعراف:187]، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس - ا - "منتهاها"، أي: متى محطها؟، وأيان: آخر مدة الدنيا الذي هو أول وقت الساعة.

الأقوال التي قالها السلف في معنى مرساها متقاربة، تقول: رست السفينة، أي: انتهت إلى المكان الذي تقف فيه، ووقفت عندها، فمعنى أَيَّانَ مُرْسَاهَا، أي: متى وقتها الذي تجيء به، ومتى تحل بالخلق؟.

قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ [سورة الأعراف:187] أمر تعالى رسوله ﷺ إذا سئل عن وقت الساعة أن يرد علمها إلى الله تعالى، فإنه هو الذي يجليها لوقتها، أي يعلم جلية أمرها، ومتى يكون على التحديد، لا يعلم ذلك إلا هو تعالى.

قوله: لاَ يُجَلِّيهَا التجلية: أصلها بمعنى الإظهار، أي: لا يكشف عنها ولا يظهرها ولا يبديها عن وقتها إلا هو.

ولهذا قال: ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ [سورة الأعراف:187]  قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، قال: ثقل علمها على أهل السماوات والأرض أنهم لا يعلمون.

قوله: ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، أي: ثقل علمها، وهذا هو اختيار ابن جرير - رحمه الله - وذلك باعتبار أن ما لا يعلمه الإنسان فإنه يثقل عليه، فإذا علمه وانكشف له حقيقته وعرفه، فإنه يخف عليه ويسهل، ومثال ذلك قول الخضر لموسى ﷺ: سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا [سورة الكهف:78]، ثم لما أعلمه قال: ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا [سورة الكهف:82] فلمّا كان علْم ذلك مستثقلاً عند موسى ﷺ قال له في الأولى لَمْ تَسْتَطِع، وموسى منشغل بهذه الأشياء التي شاهدها، فلما أخبره عن حقائق هذه الأشياء وما وراء هذه التصرفات، سرّي عنه وخف عنه.
قال معمر: قال الحسن: إذا جاءت ثقلت على أهل السماوات والأرض، يقول كبُرت عليهم.
هذا قول آخر في معنى قوله - تبارك وتعالى - : ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، فإذا وقعت الساعة فإنها تكون ثقيلة شديدة تحصل فيها من الأهوال والأوجال ما لا طاقة للبشر به، يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وتنفطر السماوات، وتنكدر النجوم، وتتغير هذه الأفلاك، وتزلزل هذه الأرض، وتسجر البحار وتزال الجبال عن أماكنها، إلى غير هذا من الأمور التي أخبر الله عنها.

 

وقال الضحاك عن ابن عباس - ا - في قوله تعالى: ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قال: ليس شيء من الخلق إلا يصيبه من ضرر يوم القيامة.
وقال ابن جريج: ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قال: إذا جاءت انشقت السماء وانتثرت النجوم، وكورت الشمس وسيرت الجبال، وكان ما قال الله فذلك ثقلها.

هذه الروايات الثلاث ترجع إلى المعنى الأول، أي: ثقل علمها.
وقال بعض أهل العلم في معنى قوله – تبارك وتعالى - : ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أي: عظُم وصفها، وقيل: أي: ثقلت المسألة عنها، والراجح – والله أعلم - في معنى هذه الآية أنه ثقل علمها، وإذا وقعت فإنها تكون شديدة على الخلق، وهذا هو القول الأول والثاني.

وقال السدي: ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، يقول: خفيت في السماوات والأرض، فلا يعلم قيامَها حين تقوم ملكٌ مقرب ولا نبي مرسل.
هذا يرجع إلى القول الأول، أي خفي علمها، وما خفي علمه ثقل على النفوس حتى ينكشف.
لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً، يبغتهم قيامها، تأتيهم على غفلة، وقال قتادة في قوله تعالى: لا تأتيكم إلا بغتة قضى الله أنها لا تأتيكم إلا بغتة، قال: وذكر لنا أن نبي الله ﷺ كان يقول: إن الساعة تهيج بالناس والرجل يصلح حوضه والرجل يسقي ماشيته، والرجل يقيم سلعته في السوق ويخفض ميزانه ويرفعه.
وروى البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما، فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقْحَته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يَلِيط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة والرجل قد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها[1].
وقال العوفي عن ابن عباس - ا - : يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا [سورة الأعراف:187] يقول: كأن بينك وبينهم مودة، كأنك صديق لهم.
قال ابن عباس - ا - : لما سأل الناس النبي ﷺ عن الساعة سألوه سؤال قوم كأنهم يرون أن محمداً ﷺ حفي بهم، فأوحى الله إليه إنما علمها عنده، استأثر به فلم يطلع الله عليها ملكاً مقرباً ولا رسولاً. والصحيح عن مجاهد من رواية ابن أبي نجيح وغيره يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا [سورة الأعراف:187]، قال: استَحْفيتَ عنها السؤال حتى علمتَ وقتها.

فقوله -تبارك وتعالى-: يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا [سورة الأعراف:187] الحفي بالشيء هو العالم به، كما قال ابن فارس - رحمه الله - وذكر له معنى آخر وهو: كثرة السؤال عن الشيء.
وقد ذكر الحافظ ابن كثير - رحمه الله - لمعنى قوله: حَفِيٌّ عَنْهَا معنيين:
المعنى الأول: كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا جملة معترضة، ويكون المعنى يسألونك عنها أي عن الساعة كأنك حفي بهم، للقرابة التي بينك وبينهم، لتطلعهم على أمر لم يطلع عليه أحد من الخلائق، وورد هذا في بعض القراءات الشواذ.
المعنى الثاني: كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا، أي: استحفيتَ عنها بالسؤال واستقصيت أمرها حتى علمت وقتها، وهذا القول هو الأقرب، والله تعالى أعلم .
 

ولهذا قال: قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [سورة الأعراف:187] ولهذا لما جاء جبريل في صورة أعرابي ليعلم الناس أمر دينهم، فجلس من رسول الله ﷺ مجلس السائل المسترشد، وسأله عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان، ثم قال: فمتى الساعة؟ قال له رسول الله ﷺ: ما المسئول عنها بأعلم من السائل[2]،  أي: لست أعلم بها منك، ولا أحد أعلم بها من أحد، ثم قرأ النبي ﷺ: إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ [سورة لقمان:34] الآية، وفي رواية فسأله عن أشراط الساعة، فبيّن له أشراط الساعة، ثم قال: في خمس لا يعلمهن إلا الله[3] وقرأ هذه الآية، وفي هذا كله يقول له بعد جواب: صدقت، ولهذا عجب الصحابة من هذا السائل، يسأله ويصدقه، ثم لما انصرف قال رسول الله ﷺ : هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم[4]، وفي رواية قال: وما أتاني في صورة إلا عرفته فيها، إلا صورته هذه[5].
وروى مسلم في صحيحه عن عائشة - ا - قالت: كانت الأعراب إذا قدموا على رسول الله ﷺ سألوه عن الساعة، متى الساعة؟ فينظر إلى أحدث إنسان منهم فيقول: إن يعش هذا لم يدركه الهرم حتى قامت عليكم ساعتكم[6]، يعني بذلك موتهم الذي يفضي بهم إلى الحصول في برزخ الدار الآخرة، ثم روى مسلم عن أنس أن رجلاً سأل رسول الله ﷺ عن الساعة، فقال رسول الله ﷺ: إن يعش هذا الغلام فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة[7] انفرد به مسلم. وعن جابر بن عبد الله - ا - قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول قبل أن يموت بشهر: تسألوني عن الساعة وإنما علمها عند الله، وأقسم بالله ما على ظهر الأرض اليوم من نفس منفوسة تأتي عليها مائة سنة[8]. رواه مسلم.

بعض الذين كانوا يسألون النبي ﷺ عن الساعة لم يكن سؤالُهم سؤالَ تعجيز أو استهزاء أو اختبار، وإنما كان سؤال استعلام.
وفي قول النبي ﷺ وأقسم بالله ما على الأرض... دليل على أن الخضر قد مات، وفيه رد على الصوفية الذين يقولون بحياة الخضر إلى الآن.
ولا يدخل الدجال في عموم هذا الحديث؛ لأنه يعيش في جزيرة من جزر البحر ولا يراه الناس وهو من أمر الغيب.

وفي الصحيحين عن ابن عمر - ا - مثله[9].

قال ابن عمر - ا - : وإنما أراد رسول الله ﷺ انخرام ذلك القرن.
أي أنه ﷺ لم يقصد أن البشرية تهلك وتموت على رأس المائة سنة، وإنما المقصود: أولئك الذين كانوا أحياء.

 

وروى الإمام أحمد عن ابن مسعود عن النبي ﷺ قال: لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى فتذاكروا أمر الساعة، قال: فردوا أمرهم إلى إبراهيم فقال: لا علم لي بها، فردوا أمرهم إلى موسى فقال: لا علم لي بها، فردوا أمرهم إلى عيسى، فقال عيسى: أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا الله وفيما عهد إليّ ربي أن الدجال خارج، قال: ومعي قضيبان، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص، قال: فيهلكه الله إذا رآني، حتى إن الشجر والحجر يقول: يا مسلم إن تحتي كافراً فتعال فاقتله، قال: فيهلكهم الله ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم، قال: فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيطئون بلادهم لا يأتون على شيء إلا أهلكوه، ولا يمرون على ماء إلا شربوه، قال: ثم يرجع الناس إليّ فيشكونهم، فأدعو الله عليهم فيهلكهم ويميتهم حتى تجْوى الأرض من نتن ريحهم، أي تنتن، قال: فينزل الله المطر، فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر. قال الإمام أحمد: قال يزيد بن هارون: ثم تُنسف الجبال وتمد الأرض مد الأديم، ثم رجع إلى حديث هشيم قال: ففيما عهد إلي ربي: أن ذلك إذا كان كذلك فإن الساعة كالحامل المتم لا يدري أهلها متى تفاجئهم بولادتها، ليلاً أو نهاراً[10]، ورواه ابن ماجه نحوه[11].


الحديث بهذا السياق فيه ضعف، لكن بعض الجمل الواردة في هذا الحديث -كما هو معلوم- ثابتة في أحاديث أخرى.
وقد مضت أكثر العلامات الصغرى، وهي مؤذنة بقرب وقوع الساعة، وقد قال النبي ﷺ : بعثت أنا والساعة كهاتين [12].
والعلامات الكبرى مؤذنة بأن الساعة على وشك الوقوع، وقد ذكر النبي ﷺ أن هذه العلامات الكبرى تتابع تتابعاً سريعاً كالعقد إذا انفرط[13]، وكل هذا يشعر بقرب قيام الساعة، واللحظة التي تقع فيها القيامة هي لحظة سريعة كما قال الله : وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ [سورة النحل:77]، وهذه اللحظة لا يعلمها إلا الله .
وفي بدايات العلامات الكبرى، يكون أهل الإيمان مع عيسى ﷺ حتى تأتي الريح الطيبة وتأخذ أرواحهم فيموتون من تحت آباطهم، ولهذا يقول النبي ﷺ : لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس[14]فهم  يتسافدون في الطرقات تسافد الحمر، ولا تقوم الساعة ويقال في الأرض: الله الله، يعني لا يُعرف الله فعندئذ تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت من مغربها، آمن الناس أجمعون، فذلك حين لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا [سورة الأنعام:158].
وقد قال بعض أهل العلم: إذا طلعت الشمس من مغربها آمن الناس أجمعون، ثم ترجع إلى طبيعتها، فينسى الناس هذه الآية ويرجعون إلى حالهم التي كانوا عليها فعندئذ تنفع التوبة، ولكن هذا قول ضعيف، والأقرب أن باب التوبة يغلق إذا طلعت الشمس من مغربها إلى أن تقوم الساعة، وتقوم على شرار الناس.

 

فهؤلاء أكابر أولي العزم من المرسلين ليس عندهم علم بوقت الساعة على التعيين، وإنما ردوا الأمر إلى عيسى  فتكلم على أشراطها، بأنه ينزل في آخر هذه الأمة، منفذاً لأحكام رسول الله ﷺ، ويقتل المسيح الدجال، ويجعل الله هلاك يأجوج ومأجوج ببركة دعائه، فأخبر بما أعلمه الله تعالى به. وروى الإمام أحمد عن حذيفة قال: سئل رسول الله ﷺ عن الساعة، فقال: علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو، ولكن سأخبركم بمشاريطها وما يكون بين يديها، إن بين يديها فتنة وهرجاً قالوا: يا رسول الله الفتنة قد عرفناها، فما الهرج؟، قال بلسان الحبشة: القتل، قال: ويُلقَى بين الناس التناكر فلا يكاد أحد يعرف أحداً[15]. لم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه.
عن طارق بن شهاب قال: كان رسول الله ﷺ لا يزال يذكر من شأن الساعة حتى نزلت: يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا [سورة الأعراف:187]، ورواه النسائي وهذا إسناد جيد قوي.
فهذا النبي الأمي سيد الرسل وخاتمهم محمد ﷺ، نبي الرحمة ونبي التوبة ونبي الملحمة والعاقب والمقفّي والحاشر الذي تحشر الناس على قدميه، مع قوله فيما ثبت عنه في الصحيح من حديث أنس وسهل بن سعد - ا - : بعثت أنا والساعة كهاتين، وقرن بين أصبعين السبابة والتي تليها[16]، ومع هذا كله قد أمره الله أن يرد علم وقت الساعة إليه إذا سئل عنها، فقال: قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [سورة الأعراف:187].


الحاشر الذي يحشر الناس على قدمه فكأنه بعث ليحشر الناس، والعاقب الذي جاء عقب الأنبياء وليس بعده نبي، والمقفّي هو الذي قفى على آثار من تقدمه، فقفى الله به على آثار من سبقه من الرسل، وهذه اللفظة مشتقة من القفو، يقال: قفاه يقفوه إذا تأخر عنه، ومنه قافية الرأس وقافية البيت.

  1. رواه البخاري  كتاب الرقائق، باب طلوع الشمس من مغربها، (5/2386)، برقم: (6141).
  2. رواه البخاري (4/1793)، برقم: (4499)، كتاب الإيمان، باب إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ [سورة لقمان:34] ، ومسلم كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام ووجوب الإيمان بإثبات قدر الله وبيان التبري ممن لا يؤمن بالقدر وإغلاظ القول في حقه، (1/39)، برقم: (9).
  3. رواه البخاري (4/1793)، برقم: (4499)، كتاب الإيمان، باب إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ [سورة لقمان:34] ، ومسلم كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام ووجوب الإيمان بإثبات قدر الله وبيان التبري ممن لا يؤمن بالقدر وإغلاظ القول في حقه، (1/39)، برقم: (9).
  4. رواه البخاري (4/1793)، برقم: (4499)، كتاب الإيمان، باب إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ [سورة لقمان:34] ، ومسلم،  كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام ووجوب الإيمان بإثبات قدر الله وبيان التبري ممن لا يؤمن بالقدر وإغلاظ القول في حقه، (1/39)، برقم: (9).
  5. سنن النسائي الكبرى (3/446)، برقم: (5883).
  6. رواه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قرب الساعة،  (4/2269)، برقم: (2952).
  7. رواه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قرب الساعة (4/2269)، برقم: (2953).
  8. رواه مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي ﷺ : لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم (4/1966)، برقم: (2538).
  9. عن عبد الله بن عمر ا قال: صلى بنا النبي ﷺ العشاء في آخر حياته فلما سلم قام، فقال: أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد رواه البخاري، كتاب العلم، باب السمر في العلم،  (1/55)، برقم: (116)، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب قوله ﷺ لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم، (4/1965)، برقم: (53).
  10. رواه الإمام أحمد (1/375)، برقم: (3556 )، وقال محققو المسند إسناده ضعيف.
  11. رواه ابن ماجه (2/1365)، برقم: (4081)، وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجه (9 / 81)
  12. رواه البخاري، كتاب الرقائق، باب قول النبي ﷺ بعثت أنا والساعة كهاتين (5/2385)، برقم: (6140)، ومسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قرب الساعة، (4/2268)، برقم: (2950).
  13. عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ , قال: خروج الآيات , بعضها على إثر بعض، يتتابعن كما تتتابع الخرز في النظام المعجم الكبير للطبراني (19 / 334)، برقم: (814)، قال الألباني صحيح بشواهده. انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم (3210).وعن عبد الله بن عمرو  قال: قال رسول الله ﷺ: الآيات خرزات منظومات في سلك، فإن يقطع السلك ... رواه أحمد (11 / 617)، برقم (7040)، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (4 / 261)، برقم (1762).
  14. رواه مسلم، باب قرب الساعة، كتاب الفتن وأشراط الساعة (4/2268)، برقم: (2949).
  15. رواه أحمد (5/389)، برقم: (23354)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(6 / 274).
  16. رواه البخاري، كتاب الرقائق، باب قول النبي ﷺ بعثت أنا والساعة كهاتين (5/2385)، برقم: (6140)، ومسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قرب الساعة، (4/2268)، برقم: (2950).

مرات الإستماع: 0

"يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ [الأعراف: 187] السائلون اليهود، أو قريش، وسميت القيامة ساعة لسرعة حسابها كقوله: وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ [النحل: 77]."

يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ [الأعراف: 187] السائلون اليهود، أو قريش، وهذا الأخير هو الذي اختاره الحافظ ابن كثير[1] - رحمه الله - باعتبار أن سورة الأعراف مكية، فلم يكن ذلك بهذا الاعتبار من سؤال اليهود فالكفار كانوا يسألون أعني المشركين كما يذكر الحافظ ابن كثير يحتج لهذا الاختيار كانوا يسألون عن وقتها استبعادا لوقوعها، وتكذيبا بوجودها كما هو معروف وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [يونس: 48] يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا [الشورى: 18] هذا ما ذكره الحافظ ابن كثير - رحمه الله - وهذا كقوله تعالى: يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ [الأحزاب: 63] يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ [الذاريات: 12] يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ [القيامة: 6] إلى غير ذلك.

وجوز الشيخ محمد الأمين الشنقيطي[2] - رحمه الله - أن يكون ذلك من سؤال هؤلاء، وهؤلاء؛ أن المشركين سألوه وأن اليهود سألوه لكن ما ذكره ابن كثير - رحمه الله - من كون السورة، والآية مكية يقوي القول بأن هذا كان من سؤال المشركين، ومن قال من سؤال قريش فالمعنى واحد.

وجاء في حديث طارق بن شهاب أن النبي ﷺ كان لا يزال يذكر من شأن الساعة حتى نزلت: يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا [الأعراف: 187][3] فهذا يحتمل أن يكون حكاية عما كان في مكة، ويحتمل أيضًا أن يكون فيما كان أيضا في المدينة، لكن على هذا يعني أن ذلك من السؤال أيضًا في المدينة فيكون ذلك بأحد اعتبارين إما أن الآية نزلت في المدينة فتكون مستثناة، أو أنها نزلت مرتين مرة بمكة بسبب سؤال المشركين، ومرة بسبب سؤال اليهود مثلاً، وهذا خلاف الأصل - والله أعلم -.

وقوله تبارك، وتعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ [الأعراف: 187] الساعة يعني القيامة، وسبب التسمية هنا قال: لسرعة حسابها هذا يحتمل، ويحتمل أن يكون لكونها تقع بغتة - والله أعلم - ويحتمل غير ذلك أيضًا.

"قوله تعالى: أَيَّانَ مُرْساها معنى أيّان: متى، ومرساها: وقوعها، وحدوثها، وهي من الإرساء بمعنى الثبوت."

أَيَّانَ بمعنى متى هذه يسأل بها عن الزمان المستقبل متى تقع الساعة؟ ومرساها قال: وقوعها، وحدثوها، وجاء عن ابن عباس - ا -: "منتهاها"[4] ويعني متى محطها؟ وأيان آخر مدة الدنيا الذي هو أول وقت الساعة.

وقوله: وهي من الإرساء بمعنى الثبوت، هذا أصل المادة إرساء، ورسى يرجع إلى معنى الثبوت، متى وقوعها؟ متى حصولها؟ وهذه المعاني مع ما ذكره ابن عباس - ا -: "منتهاها" يعني متى محط الساعة، هذا كله - والله أعلم - يرجع إلى معنى واحد.

"قوله تعالى: قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي أي: استأثر الله بعلم وقت وقوعها، ولم يطلع عليه أحد."

كقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ [لقمان: 34] إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ [فصلت: 47].

"قوله تعالى: لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ معنى يجليها يظهرها، فهو من الجلاء ضدّ الخفاء."

وأصل المادة جلو يدل على انكشاف الشيء، وبروزه، يعني لا يظهرها، ولا يوجدها في وقتها الذي قدر أنها تقوم فيه إلا الله، كما قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: "هو الذي يعلم جلية أمرها، ومتى يكون على التحديد"[5] هذا كله يمكن أن يصاغ منه معنى لا يجليها.

"واللام في لوقتها ظرفية، أي: عند وقتها، والمعنى لا يظهر الساعة عند مجيء، وقتها إلا الله.

قوله تعالى: ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ في معناه ثلاثة أقوال:

الأوّل: ثقلت على أهل السماوات، والأرض لهيبتها عندهم، وخوفهم منها.

والثاني: ثقلت على السماوات، والأرض أنفسها لتفطر السماء فيها، وتبديل الأرض.

والثالث: معنى ثقلت، أي: ثقل علمها، أي: خفي."

هذا المعنى الأول أنها ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [الأعراف: 187] أي: على أهلهما أهل السماوات، والأرض لخوفهم منها، وهذا المعنى مروي عن جماعة من السلف كالحسن[6] واختاره من المعاصرين الشيخ محمد الأمين الشنقيطي[7] والطاهر بن عاشور[8] وهذا كقوله - تبارك، وتعالى -: إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ [الحج: 1] فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا [المزمل: 17] لكن القول الآخر أنها ثقلت على السماوات، والأرض أنفسها السماء مُنْفَطِرٌ بِهِ [المزمل: 18] فهو يقول هنا: لتفطر السماء فيها، وتبديل الأرض هذا أخذًا بظاهر اللفظ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ [الأعراف: 187].

ولغة العرب فيها اتساع، وقد يعبر بمثل هذا في السماوات، يعني على أهلها.

يقول: والثالث: معنى ثقلت، أي ثقل علمها، أي: خفي، باعتبار أن الشيء إذا خفي ثقل، وهذا كقول الله - تبارك، وتعالى - في سورة الكهف في قصة موسى، والخضر قال له: سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا [الكهف: 78] فلما نبأه قال: ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا [الكهف: 82] وزيادة المبنى لزيادة المعنى، وأن هذا باعتبار - والله أعلم - كما ذكر بعض أهل العلم أن الشيء إذا خفي علمه ثقل، فقال: سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ فلما أعلمه خف عليه ذلك، فنقص حرفًا، وهذا توجيه، والعلم عند الله .

قوله هنا: ثقل علمها هذا مروي عن قتادة، والسدي[9] هذا اختاره ابن جرير - رحمه الله -[10] وممن أيضا قال به من المفسرين الحافظ ابن كثير[11] يعني هو اختيار ابن جرير، وابن كثير ثقل علمها، كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -[12] ويمكن، أو لا يبعد الجمع بين هذه الأقوال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله -[13] جمع بين الثالث، والأول، وابن كثير - رحمه الله - قال بعد القول الثالث: "ولا ينفي ذلك ثقل مجيئها على أهل السماوات، والأرض"[14] يعني يكون هذا، وهذا.

وأيضًا لا يبعد أن يكون أيضًا أنها ثقلت على نفس السماوات، والأرض، فهي ثقيلة على أهلهما، وعليهما، وثقل أيضا علمها، فالله - تبارك، وتعالى - أطلق ذلك ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [الأعراف: 187] وهذه المعاني تحتمل، فيمكن أن تكون مرادة جميعًا، وأن ذلك متحقق في ذلك كله - والله أعلم -.

"قوله تعالى: يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا [الأعراف: 187] الحفيّ بالشيء هو المهتبل به، المعتني به، والمعنى: يسألونك عنها كأنك حفيّ بعلمها.

وقيل: المعنى يسألونك عنها كأنك حفيّ بهم؛ لقرابتك منهم، فـ عَنْهَا على هذين القولين يتعلق بـ يَسْأَلُونَكَ وقيل: المعنى يسألونك كأنك حفي بالسؤال عنها."

المعنى الأول: يسألونك عنها كأنك حفي بعلمها يعني ملح في طلب علمها، كأنك مستقص السؤال عنها، كما يقال: أحفى في المسألة إذا ألح فيها، وبالغ، فأصل هذه المادة يدل على الاستقصاء في السؤال يسألونك عنها كأنك حفي بها، وذكر ابن فارس: أن الحفي هو العالم بالشيء، والحفي المستقصي بالسؤال[15].

وجاء عن مجاهد: "استحفيت عنها السؤال حتى علمت وقتها"[16] يعني يقال مثل هذا فهذا يؤيد القول بأن ذلك بالسؤال عنها، كأنك حفي بها يعني بالسؤال.

ولا يبعد أن يكون المراد المعنى الأول الذي ذكره يسألونك عنها كأنك حفي بعلمها، فإن الذي يستقصي في السؤال عن الشيء فإن ذلك؛ لكونه حفيًا بعلمه - والله أعلم -. 

  1.  تفسير ابن كثير (3/518).
  2.  العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (4/376).
  3.  أخرجه النسائي في السنن الكبرى، برقم (11581) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، ومنبع الفوائد (7/133) برقم (11466) وقال: "رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه".
  4.  تفسير الطبري (10/607).
  5.  تفسير ابن كثير (3/518).
  6.  المصدر السابق.
  7.  العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (4/379).
  8.  التحرير، والتنوير (9/201).
  9.  تفسير ابن كثير (3/519).
  10.  تفسير الطبري (10/609).
  11.  تفسير ابن كثير (5/278).
  12. مجموع الفتاوى (4/341).
  13.  تفسير السعدي (ص: 311).
  14.  تفسير ابن كثير (3/519).
  15. تفسير القرطبي (7/336).
  16. تفسير الطبري (10/613) وتفسير ابن كثير (3/520).