قال الله في الدعاء: ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [سورة الأعراف:55]، تضرعا: يعني بضراعة وذل واستكانة وخضوع وإخبات، وَخُفْيَةً لا ترفعوا أصواتكم في الدعاء إذا كان الإنسان يدعو لنفسه، وإذا كان خلفه من يؤمن عليه، فإنه يدعو بأدب دون رفع زائد للصوت فإن هذا من الاعتداء في الدعاء وسوء الأدب مع الله - تبارك وتعالى - ، تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً، وقال في الذكر: وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ فذكر الخيفة وذكر الإسرار دون الجهر بالقول بالغدو والآصال، وقوله: فِي نَفْسِكَ يدل على أن المراد به الذكر، لا كما قال ابن جرير - رحمه الله - من أن ذلك في حال سماع القرآن، إذ كيف يكون بالغدو والآصال؟، - والله أعلم - .
- رواه البخاري برقم(2830)، كتاب الجهاد والسير، باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير، ومسلم برقم (2704)، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب خفض الصوت بالذكر، روياه بدون زيادة: أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته فهي عند أحمد في مسنده (32/374) برقم (19599)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، قاله محققو المسند، والنسائي في الكبرى برقم (7680).
- رواه مسلم برقم (430)، كتاب الصلاة، باب الأمر بالسكون في الصلاة والنهي عن الإشارة باليد ورفعها عند السلام وإتمام الصفوف الأول والتراص فيها والأمر بالاجتماع، من حديث جابر بن سمرة .