الإثنين 12 / ذو الحجة / 1446 - 09 / يونيو 2025
يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا۟ وَٱشْرَبُوا۟ وَلَا تُسْرِفُوٓا۟ ۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ

المصباح المنير المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [سورة الأعراف:31] هذه الآية الكريمة ردٌّ على المشركين فيما كانوا يعتمدونه من الطواف بالبيت عراة كما رواه مسلم، والنسائي، وابن جرير - واللفظ له - من حديث شعبة عن سلمة بن كهيل عن مسلم البطين عن  سعيد بن جبير عن ابن عباس - ا - قال: كانوا يطوفون بالبيت عراة الرجال والنساء، الرجال بالنهار والنساء بالليل، وكانت المرأة تقول: اليوم يبدو بعضه أو كله، وما بدا منه فلا أحله، فقال الله تعالى: خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ [سورة الأعراف:31].
وقال العوفي عن ابن عباس - ا - في قوله: خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ الآية [سورة الأعراف:31] قال: كان رجال يطوفون بالبيت عراة فأمرهم الله بالزينة، والزينة: اللباس وهو ما يواري السوءة، وما سوى ذلك من جيد البزّ والمتاع فأمروا أن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد، وهكذا قال مجاهد وعطاء وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وقتادة والسدي والضحاك، ومالك عن الزهري وغير واحد من أئمة السلف في تفسيرها: أنها نزلت في طواف المشركين بالبيت عراة، ولهذه الآية وما ورد في معناها من السنة يستحب التجمل عند الصلاة، ولا سيما يوم الجمعة ويوم العيد، والطيب؛ لأنه من الزينة، والسواك؛ لأنه من تمام ذلك.

الزينة تطلق على ما لا بد منه من اللباس وهو المعنى الذي نزلت فيه الآية - وهو ستر العورة - وتطلق أيضاً على ما هو أعم من ذلك، والشائع في استعمال الزينة أنها تقال لما كان زائداً عن القدر الضروري، فهذا البناء مثلاً القدر الضروري منه السقف والعمد والجدران، وما عدا ذلك فهو من باب الزينة وليس من الأمور الضرورية، وهكذا أيضاً ما يلبسه الإنسان، فالقدر الزائد عن الضرورة يقال له زينة، كالحلي مثلاً كما قال القائل:
وما الحلي إلا زينة من نقيصة أما إذا كان الجمال موفراً
تتمم من حسن إذا الحسن قصرا كحسنك لم يحتج إلى أن يزورا
فالحلي يكمل النقص الذي في المرأة ولذلك فإن الرجل لا يحتاج إليه بل يكون نقيصة فيه، فلو أن رجلاً لبس الخلاخل والأساور وما أشبه ذلك من الحلي فإن ذلك يكون في غاية القبح في حقه؛ لأنه يكفيه جماله الطبيعي، وكل شيء له ما يناسبه، وعلى كل حال فالزينة تطلق على هذا وهذا، والآية نزلت في ستر العورات فهي رد على المشركين الذين كانوا يتقربون إلى الله ويتدينون بإبداء العورة عند الطواف ويرون أن هذا من القُرب؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن غير الحمس إما أن يطوف بثوب جديد وبعد الطواف يلقيه في المطاف، ويسمونه اللقى يدوسه الناس بأقدامهم حتى يبلى، أو يستعير ثوباً من أحمسي، وكانوا يقولون: إنهم لا يطوفون بثياب عصوا الله فيها، فهم يتقربون إلى الله بهذا، فنهاهم عن هذا وقال: خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ [سورة الأعراف:31] أي بستر العورات، لكن لما كانت العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فيقال: هو أمرٌ باتخاذ الزينة عند الصلاة مطلقاً فلا يصلي الإنسان بثوب النوم، ولا يصلي بسراويل أو نحوها مما لا يلقى به الناس، وقد جاء في الأثر أن مولى ابن عباس خرج معه وهو حاسر الرأس، فقال له: أين تريد؟ قال: إلى الصلاة، فاحتج عليه بهذه الآية حيث قال له: أتلقى الناس هكذا؟ قال: لا، قال: فالله أحق أن يتجمل له، فلا ينبغي للإنسان أن يجعل الله أهون الناظرين إليه بأن يتزين للناس إذا خرج وإذا صلى يصلي بهيئة يستحي أن يراه الناس فيها، وهكذا ينبغي التزين لصلاة الجمعة حيث كان النبي ﷺ يلبس لها لبساً خاصاً كما هو معروف، وهكذا الأعياد، وكذلك يدخل فيه ستر العاتقين لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء[1] فالعاتق وإن لم يكن عورة إلا أنه يستر من باب كمال الزينة لقوله تعالى: خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ [سورة الأعراف:31].
ومعنى قوله تعالى: عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ [سورة الأعراف:31] يعني عند كل صلاة، أو موضع الصلاة.
ومن أفضل اللباس البياض كما روى الإمام أحمد عن ابن عباس - ا - مرفوعاً قال: قال رسول الله ﷺ: البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم، وإنّ خير أكحالكم الإثْمِد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر هذا حديث جيد الإسناد، رجاله على شرط مسلم، ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وقال الترمذي: حسن صحيح[2].

أخذ الزينة له أثر في عبادة الإنسان وفي صلاته وفي إقبال ربه، فالثياب البيضاء لها أثر ينعكس على قلب العبد وعلى نفسه، وكذلك الطيب ينشرح له الصدر ويحصل للإنسان فيه انشراح كما ذكر ذلك الحافظ ابن القيم - رحمه الله - في زاد المعاد، أي أن مثل هذه الأمور الظاهرة تؤثر في باطن الإنسان فمن المعلوم أن هناك ملازمة بين الظاهر والباطن كما يذكر ذلك عند تفسير قوله تعالى: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [سورة المدثر:4] ولذلك إذا جئت بإنسان يعمل في محطة أو عامل بناء وقد اعتاد على تلويث الثياب والبدن وما أشبه ذلك، وأعطيته أنواع المنظفات وتنظف وأعطيته ثياباً بيضاء وطيبته بأحسن الطيب فإنه سيجد أثر هذا في نفسه وسيكون هناك فرق بين دخوله المسجد بثيابه الأولى وبين دخوله المسجد في الثياب الثانية، وكذلك يتغير حاله حتى خارج المسجد وأذكر أني قرأت تقريراً عُمل في بعض السجون في أمريكا حيث أخذوا المساجين وصاروا يأمرونهم بالاغتسال يومياً ويعطونهم ثياباً بيضاء نظيفة كل يوم فوجدوا تغيراً في سلوك المساجين، وهذا مشاهد، ولذلك انظر إلى نفسك حينما تسافر سفراً شاقاً ستشعر أنك بحاجة إلى أن تغير ملابسك وتصل إلى بيتك وأنت في غاية التثاقل ولا تحب أن يراك أحد، فإذا اغتسلت وتطيبت شعرت بالراحة والاطمئنان، وانظر إلى الحال في الحج وخاصة أيام شدة الحر فالإنسان ما يصل إلى يوم النحر وينتهي من الرمي ويحلق إلا وهو يشعر أنه في غاية الثقل، ويحتاج أن يغتسل ويغير ملابسه، فإذا اغتسل وجد خفة ونشاطاً وارتياحاً، ولذلك نقول: إن مثل هذه الأمور تؤثر في النفس، والناس يسألون كيف نخشع في الصلاة، وكيف نرتاح في الصلاة فنقول: جرب هذا الأمر وانظر الفرق، كذلك اغتسل قبل أن تذهب إلى العمل وقارن هذا اليوم بالأيام الأخرى، لا شك أنك ستجد أثر ذلك في نفسك.
وقوله تعالى: وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ الآية [سورة الأعراف:31] وقال البخاري: قال ابن عباس - ا - : كل ما شئت والبس ما شئت، ما أخطأتك خصلتان: سرف ومخيلة.
وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس - ا - قال: "أحل الله الأكل والشرب ما لم يكن سرف أو مخيلة" إسناده صحيح[3].
وروى الإمام أحمد عن المقدام بن معد يكرب الكندي قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان فاعلاً لا محالة فثلثٌ طعامٌ وثلثٌ شرابٌ وثلث لنفسه[4]ورواه النسائي والترمذي وقال الترمذي: حسن، وفي نسخة: حسن صحيح.

يلاحظ أن هذه الآية خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ [سورة الأعراف:31] اشتملت على الأمر والنهي والإباحة وهذه الأمور هي التي يرجع إليها خطاب الشارع.
قوله: وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ الأمر هنا للإباحة، وأخذ منه بعض أهل العلم أن الزهد لا يكون في ترك الأكل والشرب وأخذ الزينة من اللباس وإنما الزهد معنىً في القلب، وهو أن تكون الدنيا في يده ولا تكون في قلبه، وهذا معنى وجيه، فكثير من الناس قد يكون في حالة من الرثاثة ويترك كثيراً من متاع الدنيا من مطاعمها ومشاربها وألوان اللباس الجيد، وهو يملك أموالاً طائلة أو يملك أموالاً قليلة لكن الدرهم أو الريال لا يخرج إلا وقد خرج معه قطعة من قلبه، فهذا لا يكون زاهداً، وتجده يترك كثيراً من اللباس والطعام الطيب لكن يتركه إما لأنه لا يجده أو يتركه لأنه بخيل، وإلا فإن النبي ﷺ كان يحب الحلوى والحلو البارد، وكان ﷺ يأكل الثريد - وهو أطيب الطعام - ويحب الطيب، ويقول: حبب إلي من الدنيا النساء والطيب[5] ومثل هذا كله من الطيبات، فليس الزهد أن يترك الإنسان الزواج والتمتع بألوان الطيبات من المآكل والمشارب، وإنما الزهد ألا تدخل هذه الأشياء في قلبه، فهذه الأشياء قد يتعاطاها الإنسان وقد لا يتعاطاها فليس ثمة مشكلة، لكن المشكلة أن يكون القلب مشغولاً بها فإذا كانت تسيطر على قلبه وهي غالبة عليه فليس بزاهد وإن تركها، وما يفعله كثير من الناس ممن ينتسب إلى التصوف بلبس الصوف وترك الطيبات فهذا أمر لم يكن عليه النبي ﷺ ولا أصحابه وهم أزهد الناس فالإنسان لا مانع من أن يركب مركباً جيداً وأن يلبس اللباس الجيد لكن لا يخرجه ذلك إلى الإسراف والخيلاء ولا يفعل ذلك مباهاة للناس، ولا يكثر من ذلك بحيث يكون ذلك صارفاً وملهياً له، وإنما ينبغي عليه أن يترك فضول هذه الأشياء؛ لئلا تشغل قلبه، وإلا فإن النبي ﷺ كان عنده ناقة يقال لها: القصواء وهي مما لا تكاد تسبق، فمثل هذه الأشياء لا تخرج الإنسان عن الزهد، وكل إنسان له ما يناسبه أيضاً من اللباس والمراكب والمساكن وما أشبه هذا، فأهل العلم لهم ما يناسبهم ويجملهم فإن خرجوا منه إلى غيره فإن ذلك يكون إزراء بهم، وقد يحسن من غيرهم لكنه لا يحسن منهم، وهكذا  كل إنسان له ما يليق به من مركب وثوب ومسكن وما أشبه هذا، وطالب العلم الذي يسكن في قصر هذا لا يليق به التوسع بهذه الصورة في البناء، وهكذا إذا لبس زِيّاً معيناً قد لا يكون لائقاً به وإن كان مباحاً فإنه لا يصلح لمثله فهذا يزري به، وهكذا إذا ركب مركباً لا يصلح لمثله فهذا يكون منقصة في حقه، وليس معنى ذلك أنه يتخذ الرديء من هذه الأشياء، لكن هناك أشياء لا تليق به ولا تناسبه، والله المستعان.
وقال عطاء الخرساني عن ابن عباس - ا - قوله: وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [سورة الأعراف:31] في الطعام والشراب.
وقال ابن جرير: وقوله: إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [سورة الأعراف:31] يقول الله تعالى: إن الله لا يحب المتعدين حدّه في حلال أو حرام، الغالين فيما أحل بإحلال الحرام أو بتحريم الحلال ولكنه يحب أن يحلَّل ما أحلّ، ويحرَّم ما حرّم، وذلك العدل الذي أمر به.

بذل المال في المحرم إسراف وإن كان ذلك قليلاً، وكذلك تضييع المال فيما لا فائدة فيه يعتبر إسرافاً وإن كان قليلاً، وهكذا إذا توسع الإنسان في المأكل أو المشرب أو الملبس أو نحو هذا فوق حاجته فهذا يعتبر من الإسراف، وهذا أيضاً يختلف الحكم فيه في بعض الصور من شخص إلى آخر، فقد يكون بالنسبة لهذا من الإسراف وبالنسبة لهذا ليس من الإسراف، بحسب حال الإنسان من الغنى والفقر، فهذا الإنسان الذي يشتري ساعة بألف وراتبه ثمانمائة ريال يعتبر مسرفاً، وإنسان آخر راتبه عشرة آلاف ويشتري ساعة بألف ليس من الإسراف، وكذلك من يملك الملايين إذا اشترى أثاثاً بخمسين ألف ريال ليس مسرفاً، أما من كان راتبه ألفاً ومائتي ريال ويشتري أثاثاً بخمسين ألف ريال فهذا يعتبر من الإسراف، والإنسان الفقير الذي يعيش على الصدقات ما إن يجتمع من دخله خمسمائة ريال إلا ويلبس عمامة من أفخر الأنواع، ويلبس نعلاً بحدود أربعمائة ريال، فهذا سفيه يحجر عليه، وكذلك الفقير الذي راتبه سبعمائة ريال وكلما ظهر نوع من الجوالات اشتراه، فهؤلاء يعتبرون مسرفين، وهذا يختلف من شخص إلى شخص، والله المستعان.
  1. أخرجه النسائي في كتاب القبلة - صلاة الرجل في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء (769) (ج 2 / ص 71) وأحمد (9981) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7726).
  2. أخرجه أبو داود في كتاب الطب - باب في الأمر بالكحل (3880) (ج 4 / ص 9) والنسائي في كتاب الزينة – باب في الكحل (5113) (ج 8 / ص 149) وابن ماجه في كتاب الطب-(باب الكحل بالإثمد (3497) (ج 2 / ص 1157) وأحمد (2219) (ج 1 / ص 247) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (1236).
  3. أخرجه البخاري (ج 5 / ص 2180) عن ابن عباس ولفظه: "كل ما شئت والبس واشرب ما شئت ما أخطأتك اثنتان سرف أو مخيلة".
  4. أخرجه الترمذي في كتاب الزهد – باب  ما جاء في كراهية كثرة الأكل (2380) (ج 4 / ص 590) والنسائي في السنن الكبرى في كتاب آداب الأكل- ذكر القدر الذي يستحب للإنسان من الأكل (6770) (ج 4 / ص 178) وأحمد (17225) (ج 4 / ص 132) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (2135).
  5. أخرجه النسائي في كتاب عشرة النساء – باب حب النساء (3939) (ج 7 / ص 61) وأحمد (12315) (ج 3 / ص 128) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3124).

مرات الإستماع: 0

وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ ۝ وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ۝ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [سورة الأنفال:31-33].
يخبر تعالى عن كفر قريش وعتوهم وتمردهم وعنادهم ودعواهم الباطل عن سماع آياته إذا تتلى عليهم أنهم يقولون: قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا، وهذا منهم قول بلا فعل، وإلا فقد تحدوا غير ما مرة أن يأتوا بسورة من مثله فلا يجدون إلى ذلك سبيلاً، وإنما هذا القول منهم يغروا به أنفسهم ومن تبعهم على باطلهم، وقد قيل: إن القائل لذلك هو النضر بن الحارث لعنه الله، كما قد نص على ذلك سعيد بن جبير والسدي وابن جريج وغيرهم، فإنه لعنه الله كان قد ذهب إلى بلاد فارس وتعلم من أخبار ملوكهم رستم وأسفنديار، ولما قدم وجد رسول الله ﷺ قد بعثه الله وهو يتلوا على الناس القرآن، فكان إذا قام من مجلس جلس فيه النضر فحدثهم من أخبار أولئك، ثم يقول: بالله أينا أحسن قصصاً أنا أو محمد، ولهذا لما أمكن الله تعالى منه يوم بدر ووقع في الأسارى أمر رسول الله ﷺ أن تضرب رقبته صبراً بين يديه، ففعل ذلك ولله الحمد.


وقوله - تبارك وتعالى - : وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا المعاني التي ذكرها الحافظ ابن كثير قال: إذا تتلى عليهم أنهم يقولون: قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا قال: وهذا منهم قول بلا فعل، ثم ذكر قول النضر بن الحارث، والآية تحتمل معنيين قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا قد سمعنا هذا الكلام الذي تضيفه إلى الله وتقول: إنه أوحاه إليك، ولو استطعنا لقلنا مثله، فهو لا يختلف عن كلامنا وقولنا، وقدرنا لا تقل ولا تعجز عن الإتيان بمثله، وهذه دعوى؛ لأن الله تحداهم أن يأتوا بمثل القرآن، أو بعشر سور، أو بسورة، وما استطاعوا، ما استطاع أحد إلى يومنا هذا أن يأتي بمثل هذا القرآن، أما أهل الإشراك فلم ينقل عن أحد منهم أنه حاول أن يعارضه إطلاقاً، والذي نقل عنه محاولة أن يأتي بمثل القرآن باعتبار أنه نبي وكتب للنبي ﷺ كتاباً يقول فيه: بأن الأرض نصفان، نصفها لي ونصفها لك، فالنبي ﷺ لم يجبه إلى هذا، وكان يأتي بأشياء يزعم أنها وحي، لا يقصد بها معارضة القرآن وإنما يقصد أنه يوحى إليه، فلا زال يضحك الناس إلى يومنا هذا، "والفيل وما أدراك ما الفيل، له زلوم طويل، وكان يقول: والليل الدامس، والذئب الهامس، ما قطعت أسد من رطب ولا يابس"[1]، ويقول: "والمبذرات زرعا، والحاصدات حصدا، والذاريات قمحا، والطاحنات طحنا، والخابزات خبزا، والثاردات ثردا، واللاقمات لقما، إهالة وسمنا، لقد فضلتم على أهل الوبر، وما سبقكم أهل المدر، رفيقكم فامنعوه، والمعتر فآووه، والناعي فواسوه"[2]، هذه سور مسيلمة الكذاب، وبقية كلمة الكذاب تلازمه إلى يومنا هذا، إذا ذكر مسيلمة ذكر الكذاب معه، وأبو بكر الصديق في أيام حروب الردة لما جيء ببعض أصحاب مسيلمة قال: أسمعوني ما يقول صاحبكم، فلما سمع هذه الفِرى قال: أشهد أن هذا لم يخرج من إل، يعني من رب، والمعنى الآخر التي تحتمله الآية، وهو قَدْ سَمِعْنَا يعني من قصص وأسمار وأساطير الأمم كفارس، والهند، والروم، لو شئنا لأتينا بمثل هذا، يقولون: هذا تلقيته من غيرك، ونحن سمعنا أشياء وأشياء لو شئنا لجارينا هذا القرآن وأتينا بمثله، ويقال: إن النضر بن الحارث، كان يجلس للناس لا أنه يأتي بمثل القرآن أو يحاكيه بأسلوبه وبلاغته وفصاحته، وإنما كان يقص على الناس من القصص التي سمعها، حينما كان يسافر إلى الحيرة وما أشبه هذا، ولهذا قتله النبي ﷺ صبراً من بين الأسارى هو وعقبة بن أبي معيط، وضربت عنقة.

  1. انظر: البداية والنهاية (6/326)، للحافظ ابن كثير.
  2. انظر: البداية والنهاية (6/326)، للحافظ ابن كثير.

مرات الإستماع: 0

"خُذُوا زِينَتَكُمْ قيل: المراد به الثياب الساترة، واحتج به من أوجب ستر العورة في الصلاة، وقيل: المراد به الزينة زيادة على الستر، كالتجمل للجمعة بأحسن الثياب، وبالسواك، والطيب."

خُذُوا زِينَتَكُمْ يقول: المراد به الثياب الساترة؛ يعني باعتبار أنها نازلة في طوافهم بالبيت عراة خُذُوا زِينَتَكُمْ وهذا قال به كثير من السلف كمجاهد، وعطاء، وإبراهيم النخعي، وسعيد بن جبير، وقتادة، والسدي، والضحاك، ومحمد بن شهاب الزهري[1] وغير هؤلاء، ولهذا ذكر ابن كثير - رحمه الله -[2] أنه لهذه الآية، وما ورد في معناها من السنة يستحب التجمل، ولاسيما يوم الجمعة، ويوم العيد، والطيب؛ لأنه من تمام الزينة، وكذلك السواك؛ لأنه من تمام الزينة.

خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ويقول: واحتج به من أوجب ستر العورة في الصلاة؛ وهذا صحيح، قد جاء في صحيح مسلم من حديث ابن عباس - ا -: "كانت المرأة تطوف بالبيت، وهي عريانة فتقول:

اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله[3]

تعني فرجها ما كان ذلك من أعمالهم في الجاهلية، وفيه فنزلت هذه الآية: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وهذا نقل عليه ابن رجب الإجماع[4] فهذا سبب النزول الطواف بالبيت، وهم عراة.

وعلى هذا فإن ذلك يكون في ستر العورات؛ هذه صورة سبب النزول ستر العورة في الصلاة، فيدخل في المعنى دخولاً أوليًا ستر العورة في الصلاة، يعني ما يستر العورة.

ويؤخذ من ظاهر اللفظ، وعمومه من جهة الإضافة خُذُوا زِينَتَكُمْ الزينة هنا مضاف إلى المعرفة كاف الخطاب، وهذه الإضافة تكسبه العموم فيصدق على كل ما يقال عنه بأنه زينة تجمل، فيدخل فيما زاد على ستر العورة، ومن ذلك ستر المنكبين بالنسبة للرجل لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء[5].

ويدخل فيه التجمل بما وراء ذلك يعني هذه ثلاث مراتب في اللباس:

ستر العورة الواجب، وهناك ما هو فوق ذلك كستر العاتقين، وهناك زينة مستحبة فتلقى الناس هكذا، يعني لما خرج بغير عمامة فتلقى الناس هكذا "فالله أحق أن يتجمل له" قاله ابن عمر - ا -  لمولاه لما خرج حاسرًا في الصلاة[6].

فيكون التجمل كما قال ابن كثير[7] بأخذ الزينة، واللباس الحسن، والطيب، والسواك، وما إلى ذلك، ولذلك بعض أهل العلم كتميم الداري "أنه كان إذا قام يصلي من الليل في بيته لبس حلة، وتجمل"[8].

وكذلك جاء في ترجمة الصفي الهندي هذا عالم أصولي عاصر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - من الأشاعرة، وهو مذكور في المناظرة في الوسطية، فكان إذا أراد أن يقوم الليل تجمل، ولبس أحسن الثياب، وحمل العصا؛ والعصا في بعض البيئات، والأعراف للزينة، ولا زالت في بعض البيئات في السودان تحمل العصا لكمال الزينة، والتجمل، فكان يحمل العصا لاستكمال الزينة، وهو في بيته يصلي قيام الليل[9].

هذا يفهم للعموم في قوله: خُذُوا زِينَتَكُمْ فيدخل في ذلك هذه جميعًا.

يقول: وقيل: المراد به الزينة زيادة على الستر كالتجمل للجمعة... إلى آخره كل هذا يدخل فيه، أو كله داخل في المعنى، ولا حاجة للترجيح بين القولين، والزينة في الأصل تطلق إطلاقات كما هو معلوم.

الزينة أحيانًا تكون بنفس الخلقة وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ [النور: 31] فيدخل فيه الوجه، والكفان، وسائر الجسد، فيجب عليها ستره، فهذه زينةفي  الخلقة.

وهناك زينة فوقها، فمنها ما يرجع إلى الثياب.

ومنها ما يرجع إلى الأصباغ كالكحل، والحناء، والحمرة للشفاه، ونحو ذلك.

وهناك زينة هي من قبيل الحلي، هذا بالنسبة لإطلاقات الزينة فهي تصدق على هذه الأنواع.

فقوله هنا خُذُوا زِينَتَكُمْ ليس المقصود به ما يتعلق بزينة الجسد نفسه، وإنما المقصود زينة الثياب بستر العورات، وما زاد على ذلك من التجمل، والطيب، والسواك؛ لأنه يناجي ربه فيتجمل، وهذ من تعظيم قدر الصلاة.

"قوله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا الأمر فيهما للإباحة؛ لأن بعض العرب كانوا يحرمون أشياء من المآكل." 

الأمر للإباحة لكن كما قال الشاطبي - رحمه الله - بأن ذلك بالنظر الكلي يكون للوجوب[10] يعني لابد من الأكل، والشرب بحيث ما يقيم صلب الإنسان، ويُبقي حياته، لكن هنا في هذا السياق يكون الأمر به للإباحة.

ولهذا يقول الشاطبي - رحمه الله - في "الموافقات"[11] بأنه لم يرد الأمر بالأكل، والشرب إلا على سبيل الامتنان، ونحو ذلك؛ لأن ذلك مما تقتضيه الغرائز فلا يحتاج أن يؤمر المكلف به ليس بحاجة إلى أن يؤمر، ويقال له كل، هو يأكل، وأودع الله فيه هذه الغريزة، لكن يحتاج أن يقال له اقتصد في هذا الأكل، لا تسرف.

 يقولون كذلك ما تدعو إليه الغرائز مثل الجماع لا يأتي الأمر به، وقوله تعالى: فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ [البقرة: 187] هذا في سياق معين لنسخ ما كان قبل ذلك، ومع ذلك قرنه فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ [البقرة: 187] ليلة القدر، أو قيام ليالي الشهر، أو طلب الولد، المقصود أن معها ما تسمو إليه همم أصحاب النفوس الشريفة ليس مجرد الوقاع، لكن الأمر بمثل الصلاة، والصبر، والزكاة، والإنفاق، والأشياء الشاقة على النفوس هذه يكثر الأمر بها بصور مختلفة.

وقوله: لأن بعض العرب كانوا يحرمون أشياء من المآكل؛ كما سبق وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ [الأنعام: 138] كانوا يحرمون أشياء كذلك في لباسهم، ومناسكهم، فكان من عادة العرب في مسألة الطواف بالبيت عراة يقولون: كان النساء يطوفن بالبيت ليلاً عاريات، ولربما وضعت على فرجها شيئًا كالذي يوضع على وجه الحمار؛ مثل الخيوط مثل الحزام، ويكون عليه مثل الخيوط يطرد الذباب عن وجه الحمار، فتضع مثل هذا على فرجها، ولا يستر.

ولربما نشرت شعرها الطويل فتحاول أن تستر سوءتها، وتقول:

اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله

وذلك من تشريع الشيطان؛ حيث كانوا الحمس، وهم قريش، وما ولدت لا يطوف أحد إلا بثوب يعني من غير الحمس لا يطوف أحد ممن يرد على البيت إلا بثوب جديد لم يعصِ الله فيه بزعمهم، أو أن يعطيه أحد الحمس ثوبًا فيلبسه، والنتيجة واحدة؛ لأنه إذا طاف بذلك الثوب يلقيه في المطاف يعني لابد من التعري يلقيه في المطاف، ويسمونه اللقى تجدونه في أشعار العرب يمثلون الشيء المطروح الذي يطأه الناس، أو القتيل في المعركة تطأه الخيل بحوافرها يمثلون باللقى؛ اللقى هو الثوب الملقى في الطواف يطأه الناس، لقى فيلقيه في الطواف.

كان الحمس أيضًا يطعمون الناس في الحج، ويسقونهم، ويتنافسون في مثل هذا بالعسل، واللبن، وغير ذلك، ولهذا كان الحمس في الموسم لا يسلؤون، ولا يأتقطون، ولا يزبدون[12] لا يسلؤون يعني: لا يستخرجون من الألبان شيئًا من الأجبان، والأزباد، أو الأقط، ونحو ذلك، يجعلون ذلك جميعًا للبن بما فيه يجعلونه لقاصدي البيت الحرام.

وكان من تشريع الشيطان لهم أن غير الحمس إذا جاء لا يدخلوا بشيء إلى أرض الحرام من طعامهم أبدًا لا يكون معه طعام، وإنما يعطيهم أهل الحرام، يعطون الحجيج، ويعطون الطعام، ويكفلون لهم ذلك، فكان من تشريعاتهم أنهم لا يحملون طعامًا داخل الحرام، مما كانوا يحملونه معهم، فالله - تبارك، وتعالى - أمرهم بأخذ الزينة، وبالأكل، والشرب.

"قوله تعالى: وَلَا تُسْرِفُوا أي: لا تكثروا من الأكل فوق الحاجة، وقال الأطباء: إن الطب كله مجموع في هذه الآية، وقيل: لا تسرفوا بأكل الحرام."

وَلَا تُسْرِفُوا لا تكثروا من الأكل فوق الحاجة كما قال البخاري - رحمه الله - قال ابن عباس: "كل ما شئت، والبس ما شئت، ما أخطأتك اثنتان: سرف، أو مخيلة"[13] ولا تسرفوا، فالإسراف هو ما كان خارجًا عن قدر الحاجة التوسع في الأكل، والشرب.

وقول الأطباء: إن الطب كله مجموع في هذه الآية: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا فهذا الشق الأول فإنه لا يتأتى للإنسان البقاء، ولا يصح جسده، ولا تستقيم حاله إلا بأكل، وشرب لكن من غير توسع، ولهذا قالوا: بأن المعدة بيت الداء، فأكثر ما يطال للإنسان، ويصيبه من الأدواء هو من جهة طعامه، وشرابه.

وقيل: لا تسرفوا بأكل الحرام؛ لا شك أن أكل الحرام إذا كان التوسع في المباح مذموم فالأخذ من الحرام - ولو كان قليلاً - ممنوع، ولهذا كان قوله تعالى: إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ [الإسراء: 27] ذكر بعض أهل العلم، وهو معنى صحيح أن ذلك باعتبار بذل المال في الحرام، ولو قل هذا لا شك فيه، فيكون الإسراف بتجاوز الحلال إلى الحرام، ويكون بالتوسع في الحلال.

وذكر الشاطبي - رحمه الله - في الكلام على المباح أن التوسع في المباحات يفضي إلى الوقوع في المشتبهات، والوقوع في المشتبهات يفضي المكلف إلى الوقوع في الحرام[14] وذكر أشياء تدل على ذم التوسع في المباح، وذكر آثارًا عن بعض الصحابة كعمر حتى إن عمر كان يتأول قوله تعالى: أَذَهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا [الأحقاف: 20] أن ذلك باعتبار التوسع في المباحات أنه يدخل فيه، وكان يرى أن إذا هذا التوسع يكون على حساب نعيم الآخرة[15] يعني إذا توسع في نعيم في الدنيا، ولذاتها المباحة كان ذلك نقصًا في نعيمه في الآخرة، هذا مذهب لعمر وبعض السلف.

والذي عليه الجمهور أنه إذا أخذ ذلك بحله، وأدى حق الله بأن ذلك لا يكون نقصًا في نعيمه: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ [الأعراف: 32].

  1.  تفسير ابن كثير (3/405).
  2.  المصدر السابق (3/406).
  3.  أخرجه مسلم، كتاب التفسير، باب في قوله تعالى: خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف: 31] برقم (3028).
  4.  فتح الباري لابن رجب (2/334) وانظر: تفسير ابن رجب الحنبلي (1/477).
  5.  أخرجه النسائي، كتاب القبلة، صلاة الرجل في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء، برقم (769) وأحمد في المسند، برقم (9980) وقال محققوه: "إسناده صحيح على شرط الشيخين" وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (7726).
  6.  أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/378) برقم (2221) والبيهقي في السنن الكبرى، برقم (3273).
  7.  تفسير ابن كثير (3/406).
  8.  فتح الباري لابن رجب (2/423).
  9.  الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (5/262).
  10.  انظر: الموافقات (2/544).
  11. المصدر السابق (3/506).
  12.  انظر: شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (2/51).
  13.  صحيح البخاري (7/140).
  14.  انظر: الموافقات (1/175) وما بعدها.
  15.  المصدر السابق (1/177).