الأربعاء 06 / محرّم / 1447 - 02 / يوليو 2025
يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ ءَايَٰتِى ۙ فَمَنِ ٱتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

ثم أنذر تعالى بني آدم أنه سيبعث إليهم رسلاً يقصون عليهم آياته، وبشَّر وحذر فقال: فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ [سورة الأعراف:35] أي: ترك المحرمات وفعل الطاعات فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [سورة الأعراف:35].
وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا [سورة الأعراف:36] أي: كذبت بها قلوبهم واستكبروا عن العمل بها أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [سورة الأعراف:36] أي: ماكثون فيها مكثاً مخلّداً.

لعل قوله: يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي [سورة الأعراف:35] قرينة تقوي القول الأول، أي أن قوله: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ يعني مدة وزماناً محدداً ينزل عليهم به العذاب، فهذا المقام يبيّن الله - تبارك وتعالى - فيه للناس شدة بأسه وعقابه لمن كذب رسله .
وقوله: يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ [سورة الأعراف:35] أصل لفظة "إمَّا" أنها مركبة من "إنْ" و"ما" فـ"إن" هذه هي الشرطية، و "ما" يقولون عنها: إنها صلة أو زائدة إعراباً جاءت لتقوية الكلام وتأكيده.
وقوله: إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي [سورة الأعراف:35] يعني إن أتاكم رسل كائنون منكم يخبرونكم بأحكامي ويبيّنونها لكم.
وقوله: فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [سورة الأعراف:35] يمكن أن تكون هذه الجملة التي هي فعل الشرط وجوابه هي جواب الشرط لقوله: إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي [سورة الأعراف:35]، ويمكن أن يكون جواب الشرط مقدراً، وتقديره فأطيعوهم، والله أعلم.

مرات الإستماع: 0

"قوله تعالى: إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ [الأعراف: 35] هي إن الشرطية دخلت عليها ما الزائدة للتأكيد، ولزمتها النون الشديدة المؤكدة، وجواب الشرط: فَمَنِ اتَّقَى الآية."

إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ يعني إن أتاكم رسلي الذين أرسلهم إليكم، إن أتاكم فإن شرطية، وبنحو هذا قال ابن جرير - رحمه الله -[1].

  1. تفسير الطبري (10/166) وانظر: تفسير القرطبي (7/202).